قال: «ليس الرجل دجالا يا مولاي، بل هو منجم.»
قال: «المنجمون كثيرون عندنا وقلما يصدقون!»
قال: «سترى فيه ما لم تعهده في سواه إذا أذنت في دخوله، وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان.»
فأشار الأمين إلى الحاجب أن يدخلهما ففعل.
ولما أقبل ابن الفضل على الأمين حياه بتحية الخلافة ووقف حتى أشار إليه بالجلوس، ثم التفت إلى الملفان فابتدره هذا بالسلام أيضا، فقال له: «اجلس يا ملفان.»
فجلس على البساط جاثيا وتأدب في مجلسه مطرقا ساكتا، فقال له الأمين: «أخبرنا صاحب شرطتنا أنك من المنجمين.»
فأجاب سلمان: «إني من عبيد أمير المؤمنين.»
قال: «وهل أنت صادق في تنجيمك؟»
قال: «على أن أصدق في إبلاغ أمير المؤمنين ما أراه وأقرؤه طبقا لقواعد العلم، وله الرأي في تصديقه أو تكذيبه!»
فحول الأمين نظره إلى صاحب الشرطة كأنه يستشيره فيما يمتحنه به، فقال: «هذا كتاب الوزير يقول فيه إنه سيقص على أمير المؤمنين ما فعله في طوس، فليمتحن الملفان به.»
Неизвестная страница