فعرف الغلام أنه رئيس المنجمين فأسرع وفتح الباب، فدخل ببغلته ودخل بهزاد في أثره إلى فناء القصر وترجلا وسلما الدابتين إلى الغلام، فرأيا أهل القصر في هرج والخدم يدخلون ويخرجون من باب القصر الداخلي، فقال رئيس المنجمين للغلام: «أين القهرمانة؟»
قال : «هي بين يدي مولاتنا زبيدة.»
فلما سمع ذلك تشاءم من وجودها فقال: «ادع لي القهرمانة الساعة. قل لها رئيس المنجمين يطلبك لأمر مهم.»
فمضى وعاد وهو يقول: «ادخل فإن السيدة زبيدة تطلبك.»
فالتفت إلى بهزاد وقال له: «لا شك أنها ستسألني عن ابنها وعن مكانه، وربما تسألني عنك، فهل أذهب إليها وحدي؟»
قال: «دعني أذهب معك.»
فقال سلمان للغلام: «قل للقهرمانة إن مع رئيس المنجمين رفيقا لا يدخل إلا معه.»
فعاد وقال: «ادخلا إلى القاعة.» فدخلا والغلام يمشي أمامهما إلى القاعة. فدخل أولا سعدون وحيا، ثم دخل بهزاد ولم تنتبه له زبيدة لاشتغالها عنه بهواجسها، وكانت قد تربعت ووضعت على حجرها وسادة أسندت إليها كوعيها وألقت رأسها بين كفيها. فحالما دخل سعدون رفعت رأسها وصاحت به: «ويلك؟ أين كنت وكيف أتيت في إبان الحاجة إليك؟»
ثم أشارت له بالقعود فقعد، وقعد بهزاد وهي لا تراه.
فقال سلمان: «كنت مجدا في البحث عن بهزاد حتى وجدته.»
Неизвестная страница