151

قال: وسمعت إبراهيم بن يوسف يقول: كان محمد بن جعفر يقول: أصاب إحدى عيني شيء فاستبشرت به، وقلت: إني لأرجوا أن أكون القائم، فلقد بلغني أن في إحدى عينيه يكون شيء، وأنه يدخل في الأمر، وهو كاره له.

وسمعت مؤملا يقول: رأيت محمد بن جعفر يخرج إلى الصلاة بمكة في شبه ثمانين رجلا من الجارودية عليهم ثياب الصوف، وسيماء الخير فيهم ظاهر.

وسمعت بعض أصحابنا يقول: كان المأمون قد أمنه، وكان معه بخراسان، وكان محمد بن جعفر يركب إلى دار الخلافة في أولئك الطالبيين الذين خرجوا على المأمون، وكانوا يركبون معه محتفين به، فخرج توقيع المأمون إليهم: بأن لا تركبوا مع محمد بن جعفر، واركبوا مع عبيد الله بن الحسين. فأبو أن يركبوا معه، ولزموا منازلهم، فخرج التوقيع إليهم: أن اركبوا مع من أحببتم.

وحدثني داود بن المبارك، قال : لما توفى محمد بن جعفر بن محمد وهو مع المأمون، فركب المأمون ليشهده، فلقيهم قد خرجوا به، فلما نظر إلى السرير نزل، ودخل بين العمودين، فلم يزل بينهما حتى وضع وتقدم، فصلى عليه وحمل، فلم يزل في قبره حتى بني عليه، ثم قام على القبر، فقام(1) عبيد الله بن الحسين ودعا له. وقال: إنك يا أمير المؤمنين قد تعبت فلو ركبت. فقال المأمون: هذه رحم مجفوة منذ مائتي سنة، قال إسماعيل بن محمد بن جعفر: قلت لأخي وهو إلى جنبي لو كلمناه في دينه، فلا نجده في وقت أقرب منه في وقتنا هذا، فابتدأنا، فقال: كم ترك أبو جعفر من الدين؟ قلنا: خمسة وعشرين ألف دينار. قال: فقد قضى الله عنه. قال: وسمعت داود بن المبارك يقول قد ترجل له إسماعيل بن محمد بن جعفر في ركبة ركبها، فسئل عنه، فقيل: هذا إسماعيل بن محمد بن جعفر، قال: الشيخ بن الشيخ. فأمر له بالخمسة وعشرين ألف دينار التي لدين أبيه، فصك له بها إلى الأهواز، فقبض بها الأرز، فغلى الأرز، فباعه بخمسين ألف دينار.

Страница 151