129

أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا علي بن الحسين بن الحارث الهمداني الكوفي، قال: حدثنا جعفر بن أحمد الأودي، قال: حدثنا حسن بن عبد الواحد، عن علي بن عبد الرحمن، عن محمد بن الحسين بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام، قال: زارنا رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم، فعملنا له خزيرة، وأهدت إلينا أم أيمن قعبا من لبن وزبدا، وصحفة من تمر، فأكل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأكلنا معه، ثم توضأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فمسح رأسه، ووجهه، ولحيته بيده، ثم استقبل القبلة، فدعا الله جل ذكره ما شاء، ثم أكب إلى الأرض بدموع غزيرة مثل المطر، ثم أكب إلى الأرض ففعل ذلك ثلاث مرات، فهبنا أن نسأله صلى الله عليه وآله وسلم. فوثب الحسين، فأكب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبكى فضمه إليه، وقال له: بأبي أنت وأمي، وما يبكيك؟ فقال: يا أبة إني رأيتك تصنع مالم تصنع مثله. فقال: يا بني إني سررت بكم اليوم سرورا لم أسر بكم قبله، وإن حبيبي جبريل أتاني فأخبرني بأنكم قتلى، وأن مصارعكم شتى، فحزنني ذلك فدعوت الله لكم.

فقال الحسين: يا رسول الله، من يزورنا على تشتتنا وتباعد قبورنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: طائفة من أمتي يريدون بذلك بري وصلتي، إذا كان يوم القيامة زرتهم بالموقف فأخذت بأعضادهم، فأنجيتهم من أهوالها وشدائدها(1).

حدثنا عبد الله بن محمد بن إبراهيم القاضي ببغداد، قال: حدثنا عمر بن حسن القاضي، قال: حدثنا الحسن بن سلام، قال: حدثنا أبو غسان، قال: حدثنا فضيل بن مرزوق، قال: حدثني عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال :

Страница 129