بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على السيد الكريم محمد بن عبد الله خاتم النبيين، وآله الصراط المستقيم، الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين.

المجلس الأول مجلس يوم السبت مستهل شهر رمضان سنة أربع وأربعمائة، بمدينة السلام في الزيارين (1) في درب رباح (2)، منزل ضمرة أبي الحسن علي بن محمد ابن عبد الرحمن الفارسي (3) أدام الله عزه بإملائه من كتبه.

1 - حدثنا الشيخ الأجل المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان أدام الله حراسته وتوفيقه في هذا اليوم، قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار،

Страница 1

عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، عن ابن حماد (1)، عن أبي جميلة، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر محمد الباقر، عن أبيه عليهما السلام، قال: إن الملك الموكل بالعبد يكتب في صحيفته (2) أعماله، فأملوا [في] أولها [خيرا] و [في] آخرها خيرا يغفر لكم ما بين ذلك (3).

2 - قال: أخبرني أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير الكوفي (4) إجازة، قال:

حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن فضال، قال: حدثنا علي بن أسباط، عن محمد بن يحيى (5) أخي مغلس، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما عليهما السلام: قال: قلت له: إنا نرى الرجل من المخالفين عليكم له عبادة واجتهاد وخشوع، فهل ينفعه ذلك شيئا؟.

فقال: يا محمد إنما مثلنا أهل البيت مثل (6) أهل بيت كانوا في بني

Страница 2

إسرائيل، وكان لا يجتهد أحد منهم أربعين ليلة إلا دعا فأجيب، وإن رجلا منهم اجتهد أربعين ليلة ثم دعا فلم يستجب له فأتى عيسى ابن مريم عليه السلام يشكو إليه ما هو فيه، ويسأله الدعاء له. فتطهر عيسى وصلى ثم دعا فأوحى الله إليه:

يا عيسى إن عبدي أتاني من غير الباب الذي أوتي منه، إنه دعاني وفي قلبه شك منك، فلو دعاني حتى ينقطع عنقه وتنتثر أنامله (1) ما استجبت له .

فالتفت عيسى عليه السلام فقال: تدعو ربك (2) وفي قلبك شك من نبيه؟ قال:

يا روح الله وكلمته قد كان والله ما قلت، فاسأل الله أن يذهب به عني، فدعا له عيسى عليه السلام، فتقبل الله منه وصار في حد أهل بيته، كذلك نحن أهل البيت لا يقبل الله عمل عبد وهو يشك فينا (3).

3 - قال: أخبرني أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير، قال: حدثنا محمد بن علي ابن مهدي، (4) قال: حدثنا محمد بن علي بن عمرو، قال: حدثنا أبي، عن جميل بن صالح، عن أبي خالد الكابلي، عن الأصبغ بن نباتة قال: دخل الحارث الهمداني (5) على

Страница 3

أمير المؤمنين [علي بن أبي طالب] عليه السلام في نفر من الشيعة وكنت فيهم، فجعل الحارث يتأود في مشيته، ويخبط الأرض بمحجنه (1)، وكان مريضا، فأقبل عليه أمير المؤمنين عليه السلام وكان له منه منزلة فقال: كيف تجدك يا حارث؟ فقال: نال الدهر يا أمير المؤمنين مني، وزادني أوارا و غليلا (2) اختصام أصحابك ببابك. قال: وفيم خصومتهم؟ قال: فيك وفي الثلاثة من قبلك (3)، فمن مفرط منهم غال (4)، ومقتصد تال (5)

Страница 4

من متردد مرتاب (1)، لا يدري أيقدم أم يحجم (2)؟ فقال: حسبك يا أخا همدان، ألا إن خير شيعتي النمط الأوسط (3)، إليهم يرجع الغالي، وبهم يلحق التالي، فقال له الحارث: لو كشفت فداك أبي وأمي الرين (4) عن قلوبنا، وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا (5). قال عليه السلام: قدك (6) فإنك امرؤ ملبوس عليك.

إن دين الله لا يعرف بالرجال بل بآية الحق (7)، فاعرف الحق تعرف أهله.

يا حار [ث] (8) إن الحق أحسن الحديث، والصادع (9) به مجاهد، وبالحق أخبرك، فأرعني سمعك (10) ثم خبر به من كان له حصافة (11) من أصحابك.

Страница 5