Надежда и утопия в философии Эрнста Блоха

Атыйят Абу ас-Сауд d. 1450 AH
59

Надежда и утопия в философии Эрнста Блоха

الأمل واليوتوبيا في فلسفة إرنست بلوخ

Жанры

77

إن المثل العليا عند هيجل تكاد تكون توهمات كمال خيالي لا سبيل إلى تحقيقه، حيث إن الفن كبناء تأملي يقوم بصورة مطلقة على المثل سواء أكانت شرقية رمزية أو إغريقية كلاسيكية أو غربية رومانتيكية (كالشرف والحب والوفاء والمخاطرة والإيمان).

78

فكل مرحلة من مراحل الروح هي مرحلة من مراحل الفكرة، وتسمى الفكرة في المرحلة الحالية باسم: المثل الأعلى. والمثل الأعلى هو تلك الصورة الخاصة للفكرة التي تدرك فيها بطريقة حسية، إنه الفكرة لا في ذاتها بل كما تتجلى في عالم الحس.

79

ويستشهد بلوخ بنص من هيجل يبين أن المثل العليا بوجه عام لا وجود لها إلا في الفن لا في بقية جوانب الواقع، لا سيما الواقع السياسي والاجتماعي، إذ تبقى المثل في الميدان الأخير مجرد توهمات خيالية لكمال خيالي. ولهذا تذكرنا التجليات الجمالية للمثل العليا عند هيجل بالأنتيليخيا أو الكمال الأول عند أرسطو: «ولهذا ينبغي ألا تكون حقيقة الفن مجرد مطابقة تامة كما هو الحال في الفن الذي يحصر نفسه في محاكاة الطبيعة، وإنما ينبغي أن يتجانس الخارج مع الداخل الذي يتجانس مع ذاته وعن طريق هذا وحده يمكنه أن يكشف عن ذاته بما هي ذاته في الخارج. وعن طريق إرجاع كل شيء شابته العرضية والخارجية في سائر جوانب الوجود إلى هذا التجانس بمفهومه الحق، فإن الفن يستبعد من الظاهرة كل ما لا يتطابق مع هذا المفهوم، ومن ثم يبرز الفن المثل الأعلى عن طريق التطهير وحدة.»

80

ومن الواضح أن هيجل لا ينظر هنا إلى المثل الأعلى للفن وكأنه مقطوع الصلة بالواقع في مجموعه، وإنما يقصد درجة عالية من الواقع بلغت حد الكمال النسبي في داخل الظواهر. ولا شك أن البعد اليوتوبي هنا غائب لأنه لا يقصد الواقع الذي لم يتحقق بعد أو الواقع الذي لا يزال في سبيله إلى الكمال الذي سيتحقق بصورة واقعية. وعلى الرغم من وجود التوقع عند هيجل بشكل أكثر أصالة مما سنجده عند كل من فرويد وآدلر، فإننا ومع ذلك نفتقد عنده البعد اليوتوبي، إذ إن الوظيفة اليوتوبية للمثل العليا الفنية تقتصر على التصحيح والمطابقة للفكرة لا على التفتح ناحية المستقبل من خلال توسيط الواقع لتحقيق الكمال في هذا العالم.

81

وكثيرا ما يتدخل الوعي الكاذب في تكوين المثل العليا، ويظهر هذا على سبيل المثال في حالة الكبت التي يتناولها فرويد بالتحليل النفسي حيث الأنا العليا هي مصدر تكوين المثل التي تمارس رقابة الأنا العليا الأخلاقية على الأنا؛ لهذا لا نجد أثرا لأشكال المثل العليا المستقبلية المشرقة عند فرويد. وعندما يتناول آدلر هذه الأشكال المشرقة نجده يقع في نفس الخطأ ويتجه أيضا إلى الماضي وينظر بعين الاعتبار للمثل الأعلى الموجه

Неизвестная страница