Надежда и утопия в философии Эрнста Блоха

Атыйят Абу ас-Сауд d. 1450 AH
52

Надежда и утопия в философии Эрнста Блоха

الأمل واليوتوبيا في فلسفة إرنست بلوخ

Жанры

. وهناك ظواهر عديدة تعتمد على استنتاج أشياء حدثت مرات عديدة في الماضي ويمكن أن تتكرر في المستقبل. وهذا النوع من التوقع لا يحمل جديدا ويسميه بلوخ التوقع التراجعي الذي يكون المستقبل فيه كاذبا أو خادعا. وهناك توقع منتج: وهو ضرب من الحدس، يختلف اختلافا كاملا عن الغريزة، وهذا النوع من التوقع يبدأ مع مرحلة الشباب التي تتصف بالنزوع للتغيير والتمرد على الواقع القائم، كما تتميز بالإبداع العقلي. إنه توقع واع نفسه ومنفتح على العالم الخارجي، كما أنه يحدث للإنسان وهو في كامل وعيه ويقظته، ويضرب بلوخ أمثلة على ذلك من ثورة الفلاحين في ألمانيا عام 1525م، ومن جماهير الثورتين الفرنسية والروسية الذين امتلأت نفوسهم بصور وأخيلة حفزتهم على الثورة

driving images

واستنارت بالمستقبل الحقيقي، أي بمملكة الحرية. ويعارض بلوخ المستقبل الذي يزعمه البعض عن طريق النبوءات الغيبية، فبيكون - على سبيل المثال - لم يكن نبيا، وإنما هو يوتوبي على درجة عالية من الفطنة، ولذلك أدرك الإمكانات الموضوعية الكامنة في واقع عصره فكانت «أطلنطا الجديدة»، التي لم تقم على نبوءات غيبية وإنما استشرفت الإمكانات العلمية والتكنولوجية التي كانت بذورها كامنة في عصره.

54

إن النظرة إلى الأمام التي تميز الوعي بال «ليس-بعد» - كما سبق القول - تسعى لإظهار الحلم إلى النور، وعندئذ يكون التوقع صريحا. ويبدأ الأمل في الازدهار ويصبح هذا الأمل نفسه وظيفة يوتوبية. ولا يكون مضمون الحلم في هذه الحالة أفكارا خيالية مصطنعة مثل فكرة «الجبل الذهبي»، وإنما يكون أفكارا تنزع إلى التحقق، وتضع مادتها الخام في مستقبل أفضل ومختلف تمام الاختلاف عن الواقع القائم. هذه الأفكار الخيالية التي تحدد الوظيفة اليوتوبية تتوقع الممكن الواقعي

a real possible

وبذلك لا تكون الوظيفة اليوتوبية مجرد تفكير مفعم بالأماني

Wishful thinking ، لأن هذا النوع من التفكير قد أساء لليوتوبيات لقرون عدة. فاليوتوبيا المجردة مضللة أو هي تحقق وظيفة يوتوبية فجة وغير ناضجة وغير متطورة، ولا تقوم على أساس صلب. وفضلا عن ذلك فليس لها علاقة بالممكن الواقعي، ولا تتجه اتجاها حقيقيا إلى الأمام أو إلى ما هو أفضل.

55

والكفاح الحقيقي ضد الفجاجة والتجريد هو الإخلاص للوظيفة اليوتوبية التي تضع عينها على الواقع الفعلي وعلى الإمكان الحقيقي الموضوعي. وهذا هو نضوج الوظيفة اليوتوبية الذي لا يضلل أبدا.

Неизвестная страница