لقد مسحت هذه المخاوف عن فؤادي هناءته، فقد كان حلم الحب بديعا لذا ساحرا، ولكني لم أشأ أن أشتريه بسمعة المرأة المتزوجة، وأحسب أنني لم أكن في الحق أحب الغلام لذات نفسه كحبي لذلك الإعجاب الغريب منه بي، فلما رأيت لذة الإعجاب قد جعلت تختلط بألم الضمير، أهابت بي نفسي أن امسكي.
وقد قامت القطيعة بيننا في ذات يوم كان فيه الغلام جذلان متوثبا.
قلت: دع شعري لا تجذبه.
قال: لا تغضبي فإنني مهاجمك بحب القبل.
فتولاني الرعب، إذ أدركت أنه قد تمادى فما أستطيع له ردا.
قلت: لقد كان الذي بيننا حماقة الحمقى.
قال: حماقة؟ يا عجبا!
وتراءت في عينيه نظرة مشدوهة كمن هو موشك أن تغشاه الغاشية وشعرت بأن موعد قدوم زوجي قد قرب فخفت واضطربت.
قلت: عد إلى بيتك.
فراحت آماله وحنينه ومخاوفه ولهفاته تجتمع كلها على صفحة وجهه، ولكني لم أرع لها ولم أحفل ...
Неизвестная страница