هذه السنة من اجناد انجاد * اكثر من المعتاد * ولما توجهوا صحبة الامير بدر الدين بكتوت العلاى المنصورى الاشرفى اعتمد الحزم والعزم * واخذ اموره بكل تدبير جزم * وطوى المراحل * وتصفح المنازل * وأعذب الورد للناهل * وحفظ على الخاص والعام المساواة في المناهل * فما حصلت مزاحمه * ولا مراغمه * ولا مهاجمه * ولا مكارمه * بل تساوى الناس في كل مورد وإن كثر الزحام على عذبه * وما علم ان أحدا جرى له تكدير في شربه * ولا خوف في سربه * ولا بقى احد من قاص من العربان * ولا من دان * الا أطاع ودان * وخدم جهده * وبذل من الارفاق ما عنده * فلما قرب الركب من مكة شرفها الله او كاد * وبلغ الامير بدر الدين بكتوت العلاى عن ابى نمي امير مكة شرفها الله انه ما حضر امير ركب صحبة ركب الا وكاد * مع الاحسان اليه بكل يستجلبه للانقياد * وان ذلك لا يؤثر فيه الا تأثير القدح في الزناد * سير اليه الملك علآء الدين ابن صاحب الموصل وهو يستجلبه ويستحليه ويقول له قد علمت النجاح الذى قوبلت به أمالك * والا ما كان هذا حالنا معك ولا هذا معنا حالك * وقد علمت الجواب مع
Страница 50