القيامة الصغرى
القيامة الصغرى
Издатель
دار النفائس للنشر والتوزيع،الأردن،مكتبة الفلاح
Номер издания
الرابعة
Год публикации
١٤١١ هـ - ١٩٩١ م
Место издания
الكويت
Жанры
يجب أن يكون السمع له دائمًا، بل قد يسمع في حال دون حال، كما قد يعرض للحي، فإنه يسمع أحيانًا خطاب من يخاطبه، وقد لا يسمع لعارض يعرض له " (١) وقد أجاب شيخ الإسلام على إشكال من يقول: إن الله نفى السماع عن الميت في قوله: (إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى) [النمل: ٨٠]، وكيف تزعمون أن الموتى يسمعون؟ فقال: " وهذا السمع سمع إدراك، ليس يترتب عليه جزاء، ولا هو السمع المنفي بقوله: (إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى) [النمل: ٨٠]، فإن المراد بذلك سمع القبول والامتثال، فإن الله جعل الكافر كالميت الذي لا يستجيب لمن دعاه، وكالبهائم التي تسمع الصوت، ولا تفقه المعنى، فالميت وإن سمع الكلام وفقه المعنى، فإنه لا يمكنه إجابة الداعي، ولا امتثال ما أمر به، ونهى عنه، فلا ينتفع بالأمر والنهي، وكذلك الكافر لا ينتفع بالأمر والنهي، وإن سمع الخطاب، وفهم المعنى، كما قال تعالى: (وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ) " [الأنفال: ٢٣] (٢) .
وقد جاءت النصوص دالة أيضًا على أن الميت مع سماعه يتكلم، فإن منكرًا ونكيرًا يسألانه، فالمؤمن يوفق للجواب الحق، والكافر والمنافق يضل عن الجواب، ويتكلم أيضًا في غير سؤال منكر ونكير، وكل هذا مخالف لما عهده أهل الدنيا من كلام، فإن الذي يسأل ويتكلم الروح، وهي التي تجيب وتقعد وتعذب وتنعم، وإن كان لها نوع اتصال بالجسد، وقد سبق القول أن بعض الناس قد يسمعون الكلمة من الميت، وأن الرسول ﷺ كان يسمع من هذا شيئًا كثيرًا.
_________
(١) مجموع الفتاوى: (٥/٣٦٤) .
(٢) مجموع الفتاوى: (٥/٣٦٤) .
1 / 110