230

القيامة الصغرى

القيامة الصغرى

Издатель

دار النفائس للنشر والتوزيع،الأردن،مكتبة الفلاح

Издание

الرابعة

Год публикации

١٤١١ هـ - ١٩٩١ م

Место издания

الكويت

Жанры

قد خلفهم في ذراريهم، فيتركون الغنائم، ويعودون إلى ديارهم، ثم يخرج الدجال، فلا يضع المسلمون سلاحهم، ولذلك فإن عيسى عندما ينزل يجد المسلمين " يعدون العدة للقتال، ويسوون الصفوف " (١) . ولا شك أن على كل مسلم في ذلك الحين أن ينضم إلى القوة الإسلامية الحاملة لراية الجهاد في سبيل الله، وأن يثبت على الحق مهما اشتد البلاء، وهذا ما أوصانا به رسولنا ﷺ، وهو يحدثنا عن خروج الدجال، حيث يقول: " إنه خارجٌ خَلَّةً بين الشام والعراق، فعاث يمينًا وعاث شمالًا، يا عباد الله اثبتوا " (٢) .
ولا يجوز للمسلم أن يأتيه وإن كان واثقًا من نفسه، فإن معه من الشبهات ما يزلزل الإيمان، ففي سنن أبي داود بإسناد صحيح عن عمران بن حصين أن رسول الله ﷺ قال: " من سمع بالدجال فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن، فيتبعه، مما يبعث به من الشبهات، أو لما يبعث به من الشبهات " (٣) .
ولا بأس على الذين لا يطيقون مقاومته أن يفروا من طريقه، وهذا ما يفعله كثير من الناس في ذلك الزمان، ففي صحيح مسلم عن أم شريك، قالت: سمعت النبي ﷺ يقول: " ليفرَّنَّ الناس من الدّجال في الجبال " (٤) . فإن اضطر المؤمن إلى مواجهته، فعليه أن يقوم بالأمر، ويصدع بالحق، ويحسن الحجاج، ففي الحديث: " إن يخرج وأنا فيكم، فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم، فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم " وقد ترك رسول الله ﷺ

(١) رواه مسلم: (٤/٢٢٢١)، ورقمه: (٢٨٩٧) .
(٢) رواه مسلم: (٢/٢٢٥٢) رقم الحديث: (٢٩٣٧) .
(٣) جامع الأصول: (١٠/٣٥٤) ورقم الحديث: (٧٨٤٦) .
(٤) صحيح مسلم، كتاب الفتن، باب في بقية أحاديث الدجال، (٤/٢٢٦٦)، ورقم الحديث: (٢٩٤٤) .

1 / 246