106

القوافي الندية في السيرة المحمدية

القوافي الندية في السيرة المحمدية

Издатель

دار الهدف للنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م

Жанры

ثُمَّ بَكَى عُمَرُ فِي تَنَهُّدٍ (^١) ... مَا بَعْدَ ذَلِكَ سِوَى النُّقْصَانِ
أَذِّنْ بِلَالُ فِي الْجُمُوعِ خَاشِعًا ... بِصَوْتِكَ الشَّجِيِّ فِي الْأَذَانِ
وَجَمَعَ النَّبِيُّ فِي تَضَرُّعٍ ... الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ مَعَ الْخِلَّانِ
عَرَفَةُ الْخَيْرِ يَفِيضُ رَحْمَةً ... تَجَلِّيًا مِنْ رَبِّنَا الْمَنَّانِ
وَازْدَلَفَ النَّبِيُّ فِي تَرَاحُمٍ ... أَعْمَالُهُ تَخْلُدُ فِي الْأَذْهَانِ
وَجَمَعَ الْمَغْرِبَ فِي تَدَبُّرٍ ... مَعَ الْعِشَاءِ فِي حِمَى الْحَنَّانِ
فِي الْفَجْرِ صَلَّى بِالْجُمُوعِ حَامِدًا ... فَالْحَمْدُ مَوْصُولٌ بِلَا نِسْيَانِ
رَمَى الْحَبِيبُ جَمْرَةً تَعَبُّدًا ... فَإِنَّهَا الْأَكْبَرُ لِلتِّبْيَانِ
انْحَرْ شَفِيعِي الْبُدْنَ فِي مَسَرَّةٍ (^٢) ... تَقَرُّبًا لِخَالِقِ الْأَكْوَانِ
أَتْمِمْ عَلِيُّ مِئَةً وَافِيَةً ... فَإِنَّهَا شَعَائِرُ الرِّضْوَانِ
وَمَاءُ زَمْزَمَ لَهُ فَضِيلَةٌ ... نَبْعُ الشِّفَاءِ مَنْهَلُ الظَّمْآنِ
وَرَجَعَ الزَّمَانُ فِي هَيْئَتِهِ ... قَصْرٌ بِالاثْنَيْ عَشَرَ الْحِسَانِ
أَرَبْعَةٌ مِنْهُمْ شُهُورٌ حُرُمٌ (^٣) ... بِلَا نَسِيءٍ وَبِلَا بُطْلَانِ
جَيْشُ أُسَامَةَ نَعَمْ وَصِيَّةٌ (^٤) ... يَحْمِي التُّخُومَ خِيرَةُ الْفُرْسَانِ
وَمَرِضَ الْحَبِيبُ مِنْ سَاعَتِهِ ... فَلَا خُلُودَ يَا بَنِي الْإِنْسَان

(^١) لمَّا نَزَلَتِ الْآيَةُ ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣)﴾ سورة المائدة. بَكَى عُمَرُ، فقال النَّبِيُّ (ﷺ): ما يبكيك يا عمر: قال: أبكاني أنّا كُنَّا فِي زِيَادَةٍ مِنْ دِينِنَا فَأَمَّا إذَا كَمُل فَإِنَّهُ لَم يَكْمُلْ شَيءٌ قَط إلَّا نَقُصَ فقال (ﷺ): صَدَقْتَ. انظر الدُّر المنثور ٢/ ٤٥٦.
(^٢) نَحَرَ النَّبِيُّ (ﷺ) ثَلَاثًا وسِتِّينَ ثُمَّ أَمَرَ عَلِيَّ فَأَتْمَمَ المِئَة.
(^٣) أربعة حُرُم هي: المحرم، رجب، ذو القعدة، ذو الحجَّة.
(^٤) أخذ النَّبِيُّ ﷺ يجهز جَيْشًا كبيرًا فِي صفر ١١ هـ وأَمَّرَ عليه أُسَامَةَ بن زيد بن حارثة، وأمره أَنْ يُوطِئَ الخَيْلَ تُخُومَ البَلْقَاءِ والدَّارُومِ مِنْ أَرْضِ فِلَسْطِينَ لإعادة الثِّقة إلى قلوب العرب الضَّاربين عَلَى الحدود حَتَّى لا يَحْسَبَنَّ أحدٌ أنَّ بَطْشَ الكَنِيسَةِ لا مُعَقِّبَ لَهُ وأنَّ الدُّخولَ فِي الإِسْلَامِ يَجُرُّ عَلَى أصْحَابِهِ الحُتُوف فحسب.

1 / 112