Нацистская Германия: Исследование современной европейской истории (1939-1945)
ألمانيا النازية: دراسة في التاريخ الأوروبي المعاصر (١٩٣٩–١٩٤٥)
Жанры
Hans F.R Guenther » إلى اللونين الأزرق والأخضر الخفيف أو الباهت، بينما يفضل الجنس المعروف باسم
Westic
اللونين الأحمر والأصفر، والجنس الديناري الأخضر الغامق والأرجواني والأوستيكي
Ostic
البني والبنفسجي. وكذلك تختلف مقاييس الجمال باختلاف الأجناس، فيذكر «روزنبرج» أن النورديين يميلون إلى طويل القامة النحيف ذي العينين الزرقاوين، ومن رأيه أن الشعوب التي يفضل رجالها السمراوات، قد بدأ ينتشر بينها اختلاط الأجناس، كما أنها في الحقيقة قد شرعت تسير بخطى حثيثة نحو الانحلال والفناء؛ لأن السمراوات لا يمكن أن يكن نورديات بل هن سلالة جنس آخر. وهكذا حتى بلغ «الهذيان الجنسي» درجة بعيدة، فاستطاع «جونثر» وأمثاله أن يميزوا بين المرأة النوردية وغيرها - على حد قولهم - من جلستها؛ فإذا ضمت السيدة ساقيها وقت جلوسها كانت نوردية ، أما إذا فعلت عكس ذلك كانت «أوستيكية»، ومن رأيهم أن الرجل الذي يفضل إرخاء لحيته كثيفة تملأ وجهه فهو نوردي، ويمتاز الآري على غيره بفتوته الجثمانية، وتفوقه على غيره بسبب ذلك في ميادين الرياضة. وقد عظم اعتقاد النازيين بهذا النوع من التفوق إلى حد أن الهر هتلر رفض مصافحة الأبطال الرياضيين من غير الآريين، الذين تفوقوا في الألعاب الأولمبية التي جرت في ألمانيا في عام 1936. وكذلك فإن الإقبال على النظافة من أهم صفات الآريين؛ ولذلك يؤكد الدكتور «جونثر» أن الصابون وفرشاة الشعر اختراعان نورديان.
ولكن متى وأين نشأ هذا الجنس الآري المبجل المفضل؟
يقول العلماء النازيون إن الجنس الآري أو النوردي وجد منذ أقدم الأزمنة في إقليم يبدأ من «لوبك» ويمتد صوب الشمال إلى «استكهولم» ثم صوب الجنوب إلى «برنزويك»، ويتألف هذا الجنس من رجال أفذاذ أصحاب قامات فرعاء، وسيقان طويلة، نحاف الأجسام، عريضي الكتفين، ضيقي الحوضين، شعرهم أشقر، ولون بشرتهم أبيض، وعيونهم زرقاء أو زرقاء رمادية في العادة، وهو أفضل الأجناس قاطبة، وحامل لواء المدنية والحضارة في العالم، ولهذا السبب نفسه ينبغي أن يبذل النازيون كل جهد من أجل أن يظل مخلدا باقيا. وفي كتاب «كفاحي» شهد الهر هتلر بفضل الآري على العالم، فكتب ما معناه: «إن ما نراه حولنا اليوم من ثقافة إنسانية وبروز في الفن والعلم والصناعة، يكاد يكون برمته من نتاج الآري وحده، وإن هذه الحقيقة ذاتها هي التي تفسر قولنا بأن الآري وحده، كان على وجه التأكيد موجد الحياة الإنسانية العليا؛ ولذلك فإن ما نسميه الإنسان - أو المخلوق البشري - إنما هو في الحقيقة هذا الآري ليس غير. وعلى هذا فإذا قدر للآري الزوال من الوجود، فإن الظلام الحالك سرعان ما يطبق على الأرض، ومن المحتمل لذلك أن تختفي الحضارة الإنسانية في غضون ألوف قليلة من السنوات، ويعود العالم إلى حالته الصحراوية السابقة.» ثم لم يشأ الهر هتلر أن يقصر مسئولية الآريين على نشر الحضارة في أوروبا وأمريكا، بل شاء خياله أن يجعل من الآريين والأوروبيين والأمريكيين رسل الحضارة والمدنية في القارة الآسيوية أيضا، ذلك بأنه عزا إليهم الفضل في إدخال المدنية إلى اليابان، وكان من رأيه أن الآريين هم الذين أوجدوا الثقافة اليابانية، وأنه إذا قدر للآريين الانسحاب من اليابان ثم قطع صلتهم بها، فإن اليابان لا تلبث أن تغط في نومها القديم الذي أيقظها الآريون منه.
وأمام هذا التمجيد العظيم للآرية وللآريين، يحق للقارئ أن يتساءل، وماذا يا ترى تكون نسبة الآريين الخلص في المجتمع الألماني؟
لقد أجاب على هذا السؤال الدكتور «جونثر» فقال: «إن نسبتهم تتراوح بين 6٪ و8٪ من مجموع الشعب الجرماني، وأنه من المحتمل أن تكون هذه في الواقع أعلى نسبة موجودة بين أي شعب على ظهر الأرض. أضف إلى ذلك أن هذه النسبة تشمل جميع النورديين الموجودين في العالم، وظاهر أنها نسبة ضئيلة؛ ولذلك فقد أصبح من واجب النازيين أن يفكروا في أنجع الوسائل التي تحفظ هذا الجنس الرفيع الشأن من الانقراض، لا سيما وقد اعتقد النازيون أنفسهم أن عدة مصائب قد نزلت بهذا الجنس النوردي منذ أزمنة قديمة لدرجة تهدد بحدوث أسوأ النتائج للشعب الجرماني، بل وللحضارة قاطبة إذا ظل الأمر غير متدارك بصورة فعالة.» وكان النازيون يعزون أسباب هذه الشرور التي أفنت هذا المقدار العظيم من الجنس النوردي إلى الحروب التي خاض غمارها النورديون الشجعان على مر العصور، فأفنت الأعداد العظيمة منهم، هذا إلى أن الريخ الألماني كثيرا ما كان يخسر أبناءه النورديين الذين آثروا لظروف منوعة الخروج من أرض الوطن والهجرة إلى جهات أخرى، كما أن النورديين الذين ظلوا في الريخ كانوا معرضين للوفاة في سن باكرة بنسبة تفوق كثيرا نسبة الوفيات التي تحدث في هذه السن بين بقية الأهلين من الأجناس الأخرى، على أن النورديين كانوا دائما أقل قدرة على التناسل من غيرهم. بيد أن أشد الأخطار التي يتعرض لها الآريون، منشؤها في زعم النازيين، ما يحدث من اختلاط النورديين بغيرهم من الأجناس الوضيعة.
ولذلك فإنه بينما ينحدر حوالي 6٪ أو8٪ من الجرمانيين من الجنس الآري أو النوردي الصميم، فإن نصف الشعب الجرماني بأجمعه ما يزال يجري في عروقه الدم النوردي ممزوجا بدم الأجناس الأخرى. ولما كان من فضائل المرأة النوردية الاحتشام الشديد، وكان اكتمال الأنوثة أو الرجولة بين أفراد الشعب النوردي يتأخر وكان الرجل النوردي لا يتزوج من المرأة النوردية إلا في سن متقدمة نسبيا، ولا ينسل المتزوجون سوى القليل من الأطفال، فقد خشي علماء النازيين أمثال الدكتور «جونثر» من احتمال اختفاء الجنس النوردي الخالص في نهاية الأمر، أضف إلى هذا خطر زواج النورديين من النساء السمراوات المتمتعات بالصفات الجنسية المغرية الشائعة بين نساء الأجناس الأخرى غير النوردية، وكذلك فإن من العوامل المساعدة على اختفاء الجنس النوردي ما هو مشاهد في أفراد هذا الجنس من الميل إلى الانتحار.
Неизвестная страница