Нацистская Германия: Исследование современной европейской истории (1939-1945)
ألمانيا النازية: دراسة في التاريخ الأوروبي المعاصر (١٩٣٩–١٩٤٥)
Жанры
فإذا أضيف عدد رجال الحرس الأسود
S. S.
إلى عددجنود الهجوم
S. A.
ممن كلفوا مراقبة الجبهة الداخلية، ثم أضيف إلى هذين الفريقين رجال الجستابو المنتشرون في أرجاء الريخ الثالث لبلغ عدد الرجال الأشداء الأصحاء من هذه الفئات الثلاث «900000» رجل أقاموا بداخل البلاد بدلا من الذهاب إلى خطوط القتال الأمامية والدفاع عن الفوهرر ومبادئ الوطنية الاشتراكية المقدسة وأرض الوطن العزيز! وكان هذا الرقم الضخم لا يشمل بطبيعة الحال أعضاء حزب النازي العاملين أو الموظفين في هيئات الحزب ومنظماته المختلفة ذات الخلايا المتعددة الموزعة في كل مدينة وقرية من مدن وقرى الريخ الألماني، وقد بلغ عدد هؤلاء الموظفين والأعضاء بعض مئات الألوف.
ومع أن وجود هذا العدد الضخم من الرجال الصالحين للقتال بعيدين عن ميادين الحرب كان وحده من أكبر العوامل التي سببت كراهية شطر كبير من الأهلين للحزب النازي وزعمائه، فإن هذه الكراهية كانت ترجع أيضا إلى ذلك الفزع العظيم الذي استبد بالأهلين من بطش قوات الحرس الأسود ورجال الجستابو وقسوتهم، وليس أدل على مبلغ هذا الفزع مما روته جريدة سويدية
Svenaka Dagbladet
بعددها الصادر في «مالمو
Malmo » في 15 مايو سنة 1942 من أن ثلاثة من الرجال انتحلوا شخصية أعضاء من الجستابو ودخلوا أحد المساكن في برلين زاعمين أنهم إنما حضروا لإجراء تفتيش دقيق بأمر من السلطات الحكومية، فمكنهم هذا الادعاء من الاستيلاء على جميع قطع الأثاث وغير ذلك من النفائس التي راقت في أعينهم، بينما وقف أهل البيت مكتوفي الأيدي لا يبدون حراكا يعقد الخوف ألسنتهم، ويذهب الرعب برشدهم فبقوا على هذه الحالة مدة حتى إذا هدأ روع أحدهم وجد الشجاعة الكافية الذهاب إلى مركز البوليس يقص ما جرى، ولكن أحدا لم يهتم بالبحث عن هؤلاء اللصوص. وفي الواقع لم يكن هذا الحادث الأول والأخير من نوعه؛ فقد وقعت عدة سرقات مشابهة لهذه منذ وصل النازيون إلى الحكم، وبدأت تنتشر في طول البلاد وعرضها منظمات جنود الهجوم والحرس الأسود والجستابو، حتى إن لفظ الجستابو كان وحده كفيلا بإلقاء الرعب والفزع في نفوس الأهلين، ثم تطايرت الإشاعات عن نشاط هؤلاء الجستابو «المرعبين»، وما كانوا يأتونه من جرائم وفظائع، وسرعان ما بلغت هذه الإشاعات حدا جعل السلطات الحكومية تبادر في مارس 1942 بتكذيبها تكذيبا قاطعا، وتحذر الأهلين من الاستماع إلى أولئك الذين كانوا «يروجون هذه الأباطيل»، على حد قول الصحف النازية.
وكان من أهم أسباب المقاومة الداخلية اضطهاد النازيين للكنيستين الكاثوليكية والبروتستنتية. وقد بدأ عداء النازيين للكنيسة الكاثوليكية قبل وصولهم إلى الحكم بزمن طويل، يدل على ذلك بيان أصدره أساقفة بافاريا في عام 1931 احتجاجا على الحركة النازية بسبب مبادئها المتعلقة بالعنصرية وتفضيل الجنس الآري على ما عداه من الأجناس، وموقف النازيين من الكتاب المقدس وتدخلهم في أعمال القساوسة، ومنع بعضهم من القيام بوظائفهم الدينية. فقد عمد النازيون في أول الأمر إلى استجلاب مودة المعتدلين من رجال الدين الكاثوليك الذين أبدوا استعدادهم لتخفيف معارضتهم ضد النازية على أمل أن يفضي هذا التساهل من جانبهم إلى إزالة شيء من أسباب العداء الذي بدا مستحكما بين النازيين والكنيسة الكاثوليكية. وفي تلك السنوات الأولى التزم هتلر خطة الحيطة والحذر في علاقاته مع الكاثوليك؛ لأن شعور الكاثوليك في ألمانيا ضد الشيوعية كان شعورا قويا، فلم يكن من مصلحة النازية بتاتا إثارة عداء الكاثوليك ضدهم بدرجة ظاهرة، وأحرز هتلر انتصارا كبيرا عندما استطاع أن يعقد مع الفاتيكان معاهدة
Неизвестная страница