169

Аллах раскрывает Себя Своим рабам

الله يحدث عباده عن نفسه

Издатель

دار النفائس للنشر والتوزيع

Издание

الأولى

Год публикации

١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م

Место издания

الأردن

Жанры

عليه أحدٌ مراده، لا من الأنس ولا من الجنِّ ولا من الملائكة، وليس لمن حلَّ بهم العذاب والٍ يتولاهم، ولا حامٍ يحميهم، ويمنع عنهم العذاب.
٣ - الرعد يسبح بحمد الله والملائكة يسبحون من خيفته:
أعلمنا ربُّنا ﵎ أنَّه ﴿هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ البَرْقَ خَوْفًا وطَمَعًا ويُنشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ﴾ [الرعد: ١٢] أعلمنا ربُّنا ﵎ أنَّه هو الذي يرينا البرق خوفًا وطمعًا، والبرق اللمعان الذي يظهر في السحاب، والله تعالى يرينا البرق فنخافه، لأنه قد يتحول إلى صاعقةٍ، وقد يكون نذيرًا بسيل مدمر، ﴿وطَمَعًا﴾ لأنه قد يأتي بالخير، فقد يأتي بالمطر الذي يحيي الأرض بعد موتها، وقد يجري الأنهار، ويغذو العيون، ويجعلها تتدفق.
والله ﵎ ينشئ السحاب والثقال، ينشئ السحاب الممتلئ بالماء ويصرفه إلى مختلف بقاع الأرض، فتحمل السحابة الماء فتسقي العباد والدواب والأرض، وأخبرنا ربُّنا ﷿ أن الرعد يسبح بحمده والملائكة من خيفته ﴿ويُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ والْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ﴾ [الرعد: ١٣] فهذا الصوت المدوِّي الذي يأتي من الرعد هو تسبيح بحمد الله، وتسبح ﴿الْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ﴾ وأخبرنا ربُّنا ﷿ أنه ﴿يُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ﴾ أي أن الله تعالى يرسل الصواعق على من يشاء أن يصيبه بها ﴿وهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وهُوَ شَدِيدُ المِحَالِ﴾ [الرعد: ١٣] والذين يجادلون في الله أهل الشرك، يجادلون في وحدانيته، وفي استحقاقه العبادة.

1 / 173