Аллах, Вселенная и Человек: Взгляды на историю религиозных идей
الله والكون والإنسان: نظرات في تاريخ الافكار الدينية
Жанры
هنالك دلائل عدة تأتينا من أخبار عملية جمع القرآن، ومنها أنه عندما أراد عمر أن يجمع القرآن قام في الناس، فقال: من كان تلقى من رسول الله شيئا من القرآن فليأتنا به، وكان لا يقبل شيئا من ذلك حتى يشهد عليه شاهدان. ولو كان القرآن مدونا كله بشكل متفرق، لما كان من الضرورة أن يتم طلبه ممن يحفظ منه شيئا، أو إشهاد شاهدين على ما يأتي به هؤلاء . لأن ما دون في عهد الرسول من قبل كتبة الوحي لا يحتاج إلى شهادة أحد عليه. ويبدو أن المحفوظ في صدور الرجال ولا أصل له في المدونات كان كثيرا، لأن ما دفع عمر للإسراع في جمع القرآن هو استشهاد الكثيرين من حفظته في حرب اليمامة ضد مسيلمة الكذاب أيام الخليفة أبي بكر، على ما يورد لنا السجستاني في مؤلفه المعروف «كتاب المصاحف».
على كل، فإن المقطع من سورة يوسف الذي أثار لديك التساؤل بخصوص كلمة «أسروه» يحتوي كلمة أخرى اختلف القدماء في قراءتها، وهي قول الوارد الذي دلى بدلوه في البئر «يا بشرى» عندما وجد يوسف، فقد قرأها البعض «يا بشراي» وبإمكانك أن تجد هذه المعلومة في كتب التفسير. إن الاختلاف بين القراءتين لا قيمة له في الحقيقة، ولكنه اختلاف على أية حال. (س):
تقدم لنا سورة يوسف نموذجا عن الأسلوب القرآني البليغ المختزل الذي يؤدي المعنى بكفاءة وبأقل الكلمات، في مقابل الأسلوب التوراتي المسترسل وذي النفس الطويل. أليس كذلك؟ (ج):
هذا صحيح؛ فالإيجاز في الأسلوب القرآني يمثل ذروة إعجازه اللغوي. ولكنه في أحيان قليلة يترك القصة سابحة في جو من الغموض، ربما كان مقصودا، كما هو الحال في قصة يونس التي تقدم لنا نموذجا عن التناص التام مع مقابلها قصة يونان التوراتية.
ترد قصة يونس، أو قصة يونان كما يدعى في التوراة موزعة في القرآن على عدة سور:
فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم * لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم (سورة القلم: 48-49).
فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين (سورة يونس: 98).
وذا النون (= صاحب الحوت)
إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين * فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين (سورة الأنبياء: 87-88).
وإن يونس لمن المرسلين * إذ أبق (= هرب ولجأ)
Неизвестная страница