Аллах, Вселенная и Человек: Взгляды на историю религиозных идей
الله والكون والإنسان: نظرات في تاريخ الافكار الدينية
Жанры
هل تعني ما فعله داود عندما قتل أحد محاربيه الشجعان لكي يستولي على امرأته؟ (ج):
نعم؛ فقد رأى الملك داود، وهو على سطح منزله يتمشى، امرأة في البيت المقابل تستحم، ففتنه جمالها وسأل في اليوم التالي أعوانه فقالوا إنها بتشبع زوجة أوريا الحثي الذي يقاتل في عبر الأردن مع الجيش الذي يحارب الآراميين. فأرسل داود غلمانه فجاءوا بها ودخل عليها ثم رجعت إلى بيتها. وبعد مدة أرسلت إلى داود وأخبرته بأنها حامل منه. فكتب داود إلى يوآب قائد جيشه يقول له: اجعلوا أوريا في وجه الحرب الشديدة ثم ارجعوا من ورائه فيضرب ويموت، وهكذا كان. وعندما وصل داود خبر موت أوريا أتى بالمرأة الحامل إلى بيته وصارت له زوجة وولدت له سليمان. وعندما سمع النبي ناثان بالخبر دخل على داود وقال له: كان رجلان في مدينة واحدة؛ واحد منهما غني والآخر فقير، وكان للغني بقر وغنم كثيرة جدا، وأما الفقير فلم يكن له شيء إلا نعجة واحدة وكانت له مثل ابنة، فجاء ضيف إلى الرجل الغني وأراد أن يهيئ له ضيافة، وبدلا من أن يذبح له غنمه، جاء إلى الرجل الفقير فأخذ نعجته وهيأ للضيف طعامه، فماذا تقول في ذلك؟ قال داود: إنه يقتل. فقال ناثان لداود: أنت هو الرجل (سفر صموئيل الثاني، 11: 2-29).
أما سليمان الذي قال عنه الرب: «هو يبني بيتا لاسمي، وأنا أثبت كرسي ملكه إلى الأبد، أنا أكون له أبا وهو يكون لي ابنا» (سفر صموئيل الأول، 7: 13-14)، فقد تخلى عن الرب الذي بنى له هيكل أورشليم وعبد الآلهة الكنعانية وبنى لها المعابد: «ولم يكن قلبه كاملا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه، فذهب سليمان وراء عشتروت إلهة الصيدونيين، ووراء ملكوم إله العمونيين وعمل سليمان الشر في عيني الرب» (سفر الملوك الأول، 11: 4-5). (س):
أعتقد أن ما فعله داود قد وردت الإشارة إليه في القرآن في قصة الرجل الذي عنده تسع وتسعون نعجة وأخيه الذي عنده نعجة واحدة. (ج):
نعم، وإن كان العديد من مفسري القرآن يمارون في ذلك دفاعا عن نبوة داود، ولكن مقارنة القصة القرآنية مع القصة التوراتية تؤكد وحدة الموضوع بينهما. نقرأ في سورة ص:
وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب * إذ دخلوا على داوود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط * إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب * قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داوود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب * فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب (سورة ص : 17-26).
في القصة القرآنية يقوم ملاكان مقام النبي ناثان في القصة التوراتية في الدخول على داود وتنبيهه إلى خطيئته من خلال عرض قصة رمزية؛ فقد اجتاز هذان الملاكان الأبواب والأسوار ودخلا فجأة على داود فخاف منهما. وبعد أن عرضا عليه قضيتهما وأفتى لهما فيها، انتبه إلى أنه هو المقصود وعرف هويتهما فخر راكعا على الأرض طالبا العفو من الله. (س):
هذا يضعنا في لب عملية التناص بين الكتابين؟ (ج):
التناص بين الكتابين أغزر من أن نوفيه حقه هنا، وهو يتراوح بين التناص التام حيث يبدو النص القرآني أشبه بترجمة للنص التوراتي، كما هو الحال في قصة يوسف، والتناص شبه التام حيث يبدو النص القرآني ترجمة حرة ومختصرة بعض الشيء للنص التوراتي، كما هو الحال في قصص موسى وإبراهيم، والتناص المجتزأ كما هو الحال في قصص بعض الأنبياء مثل إلياس. (س):
لقد أفردت في القرآن سورة كاملة لقصة يوسف على الرغم من أنه ليس شخصية نبوية في التوراة على ما ذكرت منذ قليل. دعنا نبدأ به. (ج):
Неизвестная страница