4

الكشف المبدي

الكشف المبدي

Исследователь

رسالتا ماجستير للمحققَيْن

Издатель

دار الفضيلة

Номер издания

الأولى ١٤٢٢ هـ

Год публикации

٢٠٠٢ م

Место издания

الرياض

Жанры

المبحث الثاني: صفاته لقد كان المؤلف- ﵀ كفيف البصر منذ ولادته، ولكنَّ الله ﷾ رزقه وعوَّضه عن نعمة البصر بنعمة البصيرة، والذكاء، وقوة الحافظة. ومِمَّا يدل لهذا ما حدَّثني به ابنه حيث قال: (كان أبي يعرف مواضع الكتب وأماكنها من مكتبته) . وما قاله أيضاَ تلميذه حمزة سعداوي: (كان شيخنا- ﵀ الشيخ محمد أُوتي قوة حافظة عجيبة، وسرعة تذكُر، فكان إذا سمع الصوت مرة واحدة لا ينساه وربما يعرف القادم من خلال مشيه وخطواته) . ويدلُّ لهذا ما ذكره- ﵀ في كتابه هذا من الكتب الكثيرة، وسرد أسمائها وأسماء مؤلفيها من حفظه. وكان- ﵀ ربعة من الرجال، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير، كان نحيفاَ، ويمتاز بهيئته في المشي. فإذا مشى مشى ممشوق القائمة شامخاَ برأسه، ولم يكن ﵀ كثير شعر اللحية، بل كان خفيف العارضين، وربما إذا مشى مسك عصى بيده، وقد يأتي أحياناَ ويكون معه قائدٌ يقوده من بيته إلى مسجده. ولباسه لباس العلماء في ذلك الوقت- الجبة والعمامة-. كان صوته أقرب إلى الخفض، إلا أنه كان مسموعًا هادئاَ يبعث سماعه على الطمأنينة والراحة. ولم يكن- ﵀ ممن يكثر الاختلاط بالناس، إلا بقدر الحاجة من نصح وإرشاد. كان كثير الصوم والصلاة، دائم التضرع والابتهال إلى الله. حدثتني ابنته تقول: (كان يقضي غالب وقته في مكتبته مع بعض تلاميذه، فإذا جاء الليل شغله بالذكر والقرآن والصلاة ويحرص حرصا شديدا على صيام أيام التطوع) .

1 / 21