الجهاد في سبيل الله تعالى
الجهاد في سبيل الله تعالى
Издатель
مطبعة سفير
Место издания
الرياض
Жанры
٣ - الندم على فعلها، فإن كانت المعصية في حق آدمي فلها شرط رابع، وهو التحلل من صاحب ذلك الحق، ولا تنفع التوبة عند الغرغرة، أو بعد طلوع الشمس من مغربها، ولا شك أن التوبة النصوح والاستغفار من أعظم وسائل النصر، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ﴾ (١)، وقال الله ﷾: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ (٢).
ثانيًا: تقوى الله تعالى، وهي أن يجعل العبد بينه وبين ما يخشاه من ربه، ومن غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه من ذلك، وهي كما قال طلق بن حبيب ﵀: «أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله» (٣).
ثالثًا: أداء جميع الفرائض، وإتباعها بالنوافل؛ لأن محبة الله لعبده تحصّل بذلك، فإذا أحبّه نصره، ووفّقه، وسدّده وأعانه؛ لحديث أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرّب إليَّ عبدي بشيء أحبّ إليَّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به،
_________
(١) سورة الرعد، الآية: ١١.
(٢) سورة الأنفال، الآية: ٣٣.
(٣) جامع العلوم والحكم لابن رجب، ١/ ٤٠٠.
1 / 72