Сияющие жемчужины - Часть первая
الجزء الأول
Жанры
قال: كنت غلاما صغيرا من أبناء (فارس) وساداتها وكبرائها، وكان أبي قد اشترى لي غلامين على قدري في السن، وقطع لي أسر ما يكون من اللباس الرقيق من الكتان وألين ما يكون من المروي، وجعل لي نعلا ورصعهما بصفائح الذهب، وجعل لي لوحا من الفضة البيضاء، وأسلمني إلى المعلم، وكان يعلمني الأشعار وأنساب العرب فإذا كان نصف النهار خرجت أنا وغلامي إلى خارج المدينة مدينة (فارس) نلعب ما بين النخيل والأعناب والأنهار، فإذا كان وقت الرواح رجعنا إلى المعلم، وكان خارج مدينة (فارس) صومعة فيها رجل راهب من بقية آل عيسى عليهم السلام، وكان من أهل التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله، وأن عيسى روح الله، وأن محمدا رسول الله صلى الله عليهما، فلما كان ذات يوم أقالني المعلم وغلامي فخرجنا نلعب إذ نشئ السحاب واشتد الرعد وخطف البرق فقال لي الغلامان: إذا اليوم يضربنا أبوك ضربا شديدا. قال سلمان: قلت لهما: لاروع عليكما اليوم فسيرا(1) بنا إلى الراهب فخرجنا إلى الصومعة فاستكنا من المطر فلما كف المطر وتقشع السحاب رأيت الراهب قد اطلع من رأس الصومعة ثم رفع رأسه إلى السماء، ثم قال:
إلهي وسيدي إني أسألك بتصريف مكنون توحيدي وشواهد إسلامي وعقيدتي أني أشهد أنك الله الذي لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن عيسى بن مريم روحك وأن محمد بن عبد الله الهاشمي المضري الأبطحي رسولك خاتم النبيين فطوبى لمن رأى وجهه أو لحقه وصدق قوله، قال سلمان: فوقعت الكلمات في صدري وأستمسكت بنياط قلبي واستحلا من لساني فخرجت إلى منزل والدي فقدم إلي وإلى الغلامين المأكل فأبيت أن أذوق معهما شيئا وأنا مشتغل بهذا الكلام لئلا أنساه، فقال: كل -يا بني- مع غلاميك.
قلت: لا أريده.
Страница 46