Загадочные исторические головоломки: захватывающее исследование самых таинственных событий в истории
ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن
Жанры
كان هناك أيضا الكثير من الشهادات التي جاءت في صالح المدعى عليه. فقالت شقيقات مارتن الأربع إن الرجل الماثل أمام المحكمة هو شقيقهم بلا أدنى شك. وأجاب المدعى عليه نفسه عن كل الأسئلة الموجهة إليه بثقة، مسترجعا أحداثا من طفولته وصباه بشكل مفصل. وكان الأهم من كل ذلك شهادة برتراند - على الرغم من أنها قد شاركت بيير في التوقيع على الشكوى التي أدت إلى المحاكمة - إذ رفضت وقتذاك أن تقسم بأن المتهم ليس زوجها.
ووقع القضاة، بمن فيهم كورا، في حيرة من أمرهم، ولكنهم تنبهوا إلى أن النزاع المالي بين بيير والمدعى عليه قد خلق دافعا قويا لتلفيق العم اتهاما كاذبا. كما تأثروا باسترجاع المدعى عليه الذكريات على نحو بارع وبحقيقة أن برتراند - أكثر من كانت تعرفه - قد تراجعت عن اتهامها. وكتب كورا أن القضاة كانوا «أكثر ميلا ليقفوا في صف السجين ضد المدعو بيير جير.»
ثم جاء حل لعقدة القصة كان سيترك جون جريشام يهز رأسه في عدم تصديق. فبينما كان القضاة على وشك إعلان قرارهم، إذا برجل له ساق خشبية يدخل قاعة المحكمة ويقول إنه مارتن جير.
اعترض المدعى عليه بشدة، وزعم أن بيير قد رشا أحدهم بالضرورة كي يلعب هذا الدور، وراح يمطر الوافد الجديد بالأسئلة، بدا الشاهد أقل معرفة ببعضها من المدعى عليه. ولكن حجة المدعى عليه راحت تنهار أمام ناظريه؛ إذ هجرته شقيقات مارتن ورحن يعانقن الوافد الجديد، ثم استدعيت برتراند إلى قاعة المحكمة، وبعد نظرة واحدة، بدأت في الارتعاد والبكاء، وهرعت نحو الوافد الجديد تعانقه وتتوسل إليه أن يغفر لها انخداعها في هذا المحتال.
لم يعد لدى كورا وزملائه القضاة أي شك؛ فقد أدين أرنو دو تيل، الشهير ببانسيت، «بالتدليس وانتحال اسم الغير وصفته»، وأدين كذلك بالزنا وحكم عليه بالإعدام شنقا. وتم تنفيذ الحكم في أرتيجا بتاريخ 16 سبتمبر عام 1560.
وقبيل موته مباشرة، اعترف أرنو دو تيل، فقال إن فكرة الجريمة قد واتته لأول مرة حين خلط بعض معارف مارتن الحقيقي بينه وبين نفسه، وإنه بعد ذلك عرف أقصى ما استطاع من المعلومات عنه. وما إن تقبلته برتراند، استطاع أن يعرف المزيد منها، وإن كانت لم تدرك تماما ما كان يفعله.
وعلى الرغم من ذلك تبقى الأسئلة قائمة. كيف استطاع أرنو أن يخدع قرية بأسرها، بما في ذلك زوجة مارتن وعائلته؟ هل كانت برتراند مخدوعة تماما كما زعمت؟ وما الدافع وراء عودة مارتن في الوقت المناسب، بينما بدت قضية بيير خاسرة؟ •••
كان تفسير كورا للسؤالين الأولين أن أرنو كان محتالا موهوبا على نحو رائع، وتوضح روايته لتفاصيل المحاكمة إعجابا يشوبه الاستياء بشرير هذه القصة. فكتب القاضي: «لقد كانت بحق مأساة لهذا الريفي البارع؛ بل أكثر من مأساة لأن النتيجة كانت مدمرة؛ بالأحرى قاتلة.» كان من السهل كذلك تفسير سذاجة برتراند وغفلتها، بالنظر إلى «ضعف بنات جنسها اللاتي يخدعن بسهولة بدهاء الرجال ومكرهم.» علاوة على ذلك، وبحسب اعتقاد كورا، فقد كانت ستنحي جانبا أي شكوك بداخلها؛ بسبب إخلاصها للرجل الذي اعتقدت أنه زوجها، وربما بسبب امتنانها لعودته.
مشهد من قاعة المحكمة لمحاكمة مارتن جير، وهو شخص ريفي عاش في القرن السادس عشر وأثارت قصته تساؤلات أكثر من أي أمير عاش في تلك الفترة. (بتصريح من قسم المجموعات الخاصة، مكتبة كلية هارفرد للحقوق.)
أما بالنسبة إلى ظهور الرجل ذي الساق الواحدة في الوقت المناسب، فقد اعترف كورا أن الأمر بدا أشبه بمعجزة. وخلص إلى أن ذلك كان من تدبير الله.
Неизвестная страница