Загадочные исторические головоломки: захватывающее исследование самых таинственных событий в истории
ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن
Жанры
Miles H. Davidson,
Columbus Then and Now (Norman: University of Oklahoma Press, 1997). A provocative but poorly organized critique of Columbus biographies .
الفصل الخامس عشر
هل عاد مارتن جير؟
تبدأ قصة مارتن جير بشكل عام بزواجه في عام 1538 من برتراند دي رول؛ وكان الهدف من هذا الزواج هو عقد رابطة بين آل جير وآل رول - وهما عائلتان ريفيتان موسرتان في قرية أرتيجا في جنوب غرب فرنسا - ولكن الزواج بدأ بداية عصيبة.
أغلب الظن أن المشكلة كانت تكمن في عمري العروس والعريس، على الرغم من أن كلتا العائلتين ألقتا باللوم على أعمال السحر والشعوذة؛ فقد كانت برتراند لم تتجاوز التاسعة أو العاشرة، في حين كان مارتن في الرابعة عشرة. وقد استغرق الأمر ثمانية أعوام لإتمام الزواج، وهو تأخير كان مهينا لمارتن بلا شك. وما أهانه بالمثل أيضا اندلاع مشاجرة عائلية ضخمة - عام 1548 - اتهمه خلالها والده بسرقة بعض الغلال. وبعد ذلك بفترة وجيزة، هجر الشاب زوجته واختفى بلا أثر.
بعدها بثمانية أعوام، بعد وفاة والديه، عاد مارتن جير إلى أرتيجا، وأوضح أنه عبر جبال البرانس، والتحق بالجيش الإسباني، وحارب في هولندا. وعلى ما يبدو أن التجربة قد غيرته: فقد صار شخصا أكثر ثقة بنفسه، وتأقلم بسهولة مع دوره الجديد كرب للعائلة، وصار زوجا أكثر رقة وحبا. وكانت عودته مثار سعادة وبهجة لعائلته وزوجته.
بعد ذلك، وفي أواخر عام 1558، طالب مارتن عمه - بيير جير - بنصيبه من أرباح مزرعة العائلة أثناء غيابه. ولم يرق ذلك لبيير؛ فراح يشير في غضب إلى أنه على مدار ثمانية الأعوام التي غاب خلالها مارتن، لم يكن يدير المزرعة فحسب، بل قام أيضا برعاية زوجة ابن أخيه وابنه. وتزايدت شكوك بيير في الابن الضال في العام التالي، حين قال جنديان كانا يمران عبر القرية إنهما خدما مع مارتن جير في الجيش وإنه فقد إحدى ساقيه خلال الحرب. ولكن مارتن الذي كان موجودا في أرتيجا كان بساقيه.
فأضحى بيير حينئذ على قناعة بأن غريمه ليس جشعا فحسب، بل محتالا أيضا. وأدى النزاع بينهما إلى سلسلة من المحاكمات وصلت إلى ذروتها في جلسة استئناف أمام محكمة تولوز في عام 1560. وقد ألف أحد القضاة هناك، ويدعى جون دي كورا، كتابا عن تلك القضية يظل المصدر الأساسي لمعظم ما يعرفه المؤرخون عنها.
كانت إجراءات التقاضي تسير على نحو غريب. فقد استدعي معظم سكان أرتيجا وكثيرون من القرى المحيطة للشهادة. وكان من بين من شهدوا ضد المدعى عليه بيير، وأبناؤه، ووالدة برتراند (التي كانت قد تزوجت من بيير آنذاك)، وإسكافي القرية (الذي صرح بأن قدمي مارتن «الجديد» كانتا أصغر بشكل لا يمكن تفسيره من قدمي مارتن «القديم»). وكانت من بين الشهادات التي أضرت به ضررا كبيرا شهادة عدد من سكان بلدة لوبا القريبة؛ فقد تعرفوا على المدعى عليه بوصفه أحد أبناء بلدتهم فيما سبق، وهو شخص وضيع ووغد يدعى أرنو دو تيل، وكان مشهورا باسم بانسيت.
Неизвестная страница