Загадочные исторические головоломки: захватывающее исследование самых таинственных событий в истории
ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن
Жанры
افترض العديد من الباحثين أن المشكلة كانت بيئية لا محالة. فخمن مورلي، على سبيل المثال، أن المايانيين ظلوا يجرفون الغابة من أجل إنشاء الحقول حتى نفدت منهم الأرض. وافترض آخرون أن المزارعين المايانيين قد أنهكوا التربة. غير أن آخرين أيدوا فكرة حدوث كارثة طبيعية، ربما زلزال أو إعصار أو جفاف امتد طويلا. كذلك ألقي باللوم على الملاريا والحمى الصفراء، خاصة أن المرض قطعا قد لعب دورا مدمرا بعد الغزو الإسباني.
كانت المشكلة في كل هذه النظريات تكمن في عدم وجود دليل حقيقي لدعم أي منها. ربما لم يتمكن أحد من دحضها، ولكن الكارثة البيئية التي تستطيع الإطاحة بحضارة مثل الحضارة المايانية كان ينبغي أن تترك بعض الآثار في السجل الأثري؛ ولم يكن هذا هو الموقف على ما يبدو.
الشكل المحتمل لمدينة كوبان المايانية خلال القرن الثامن. (حقوق الطبع محفوظة لمتحف بيبودي، جامعة هارفرد.)
كانت نظرية طومبسون تتمثل في أن بعض الناس الأقل تحضرا، ربما من وسط المكسيك أو من ساحل الخليج، قد نزحوا إلى المدن المايانية الواقعة أقصى الشمال على شبه جزيرة يوكاتان وأطاحوا بالحكام هناك. واعتقد طومبسون أن ذلك كان غزوا ثقافيا أكثر منه عسكريا، إلا أنه مزق النظام السياسي والديني الماياني الراسخ هناك، والنظام السائد جنوبا أيضا. وقد يكون بدوره قد أدى إلى ثورة للقرويين المايانيين، الذين كانوا سعداء تماما بخدمة نخبتهم الكهنوتية، ولكنهم ثاروا ضد إجلال دخلاء بربريين.
كان هناك على الأقل دليل ما على نظرية طومبسون؛ فقد عثر على فخار برتقالي ينتمي للطراز السائد في وسط المكسيك - والذي يعود تاريخه إلى القرن العاشر - في بعض المدن المايانية على شبه جزيرة يوكاتان، وبعدها بفترة وجيزة بدأ المعمار على طراز ساحل الخليج في الظهور هناك. كانت المشكلة أن المنطقة المايانية الحيوية الواقعة إلى الجنوب لم تظهر أي علامات لوجود أي تأثير أجنبي. أما بالنسبة إلى الفخار والمعمار، فربما يكون التأثير قد جاء بالتجارة السلمية تماما. حتى لو كان الغرباء قد شقوا طريقهم نحو الشمال عنوة، فإن تاريخ الفخار والمعمار لم يكن بالدقة الكافية لتحديد أكانا قد جاءا قبل انهيار الحضارة المايانية أم بعدها. ومن الوارد للغاية أن يكون الأجانب لم يفعلوا شيئا أكثر من مجرد ملء فراغ صنعه الحكام المايانيون بالفعل.
غير أنه في غياب أي بدائل أخرى أكثر عملية، ظلت أفكار طومبسون ومورلي هي المسيطرة على المعرفة المايانية. واستمر ذلك حتى الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، إلى أن تمكن اللغويون أخيرا من حل شفرة الكلمات وكذلك الأرقام من المخطوط الماياني القديم. وتجاوز تأثير النصوص المترجمة التشكيك في أفكار طومبسون ومورلي عن انهيار الحضارة. وفي الواقع لقد أحدثت تحولا تاما في الرؤية المعرفية للحضارة المايانية. •••
ولولا طومبسون، لربما ترجمت المخطوطات قبل ذلك بسنوات أو حتى عقود على الأرجح. فقد كان طومبسون على يقين من أنها لا تحوي سوى مفاهيم رياضية وتقاويم غامضة كتلك التي ترجمت بالفعل. وأي شخص كان يقترح أن الآثار المايانية ربما تكون منقوشة بكلمات أو حروف وكذلك أرقام أو صور؛ كان يقابل بازدراء لدرجة تدفعه للتخلي سريعا عن أي محاولة أو جهد لفك شفرة المخطوط.
وهكذا كان طومبسون مؤثرا، لدرجة أن الباحثين قد تجاهلوا إلى حد كبير أعمال دييجو دي لاندا، الذي كان تبشيريا فرانسيسكانيا تنقل عبر أطلال المدن المايانية في منتصف الخمسينيات من القرن السادس عشر؛ أي قبل وصول ستيفنز إلى بعض الأطلال نفسها بقرابة ثلاثمائة عام. قام لاندا ببعض المحاولات الأولية لمطابقة الرموز المايانية مع الحروف - على نحو خاطئ كما اتضح - ولكنه كان على المسار الصحيح. ولكن للأسف كان تبشيريا مخلصا أكثر منه باحثا؛ فبعد الجزم بأن الكتب المايانية التي جمعها لا تحوي سوى «خرافات وأكاذيب الشيطان»، قام بحرقها جميعا.
ولم ينج سوى أربعة كتب فقط من القوى المدمرة المزدوجة؛ حيث البعثات التبشيرية الإسبانية والبيئة الاستوائية المشبعة بالرطوبة، وانتهى المطاف بأحدها في مكتبة برلين القومية. وفي نهاية الحرب العالمية الثانية، حين أتت النيران على المكتبة وأحرقتها، كاد هذا الكتاب أن يتحول إلى رماد هو الآخر. ولحسن الحظ، أنقذه جندي سوفييتي يدعى يوري كنوسوروف وأخذه معه إلى أرض الوطن. وهناك، وبعيدا عن استبداد طومبسون الفكري، شرع كنوسوروف في العمل، ليعلن في عام 1952 أنه قد فك الشفرة: لم يكن المخطوط الماياني كله حروفا (كما ظن لاندا)، ولم يكن كله أرقاما وصورا (كما ظن طومبسون)؛ بل كان مزيجا من المقاطع الفردية والكلمات.
وكالمتوقع، تهكم طومبسون على عمل كنوسوروف؛ إذ كتب بأسلوبه التهكمي المعتاد: «من الممكن أن يكون هذا مثالا حقيقيا على تأثيرات التعاون الحزبي الصارم ... في روسيا. ولمصلحة العالم الحر، نتمنى أن يكون الوضع كذلك على صعيد البحث العسكري.»
Неизвестная страница