Загадочные исторические головоломки: захватывающее исследование самых таинственных событий в истории
ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن
Жанры
وهناك عثر رايزنر على تابوت الملكة حتب حرس؛ أم خوفو. ولما كانت المقبرة مخبأة بشكل محكم للغاية، تمنى رايزنر أن يجد مقبرتها سليمة لم تمس، ولكن التابوت الحجري كان خاويا. وفقط، بعد أن تغلب فريق علماء الآثار على خيبة أملهم، لاحظوا مساحة مغطاة بالجص على جدار الغرفة وجدوا خلفها خزانة صغيرة، وبداخل تلك الخزانة عثروا على أحشاء الملكة المحنطة.
كان تخمين رايزنر - وقد اعترف أنه مجرد تخمين - أن الملكة كانت مدفونة بلا شك في وقت ما في مكان آخر. بعد ذلك، وبعد أن تخلص اللصوص من جثتها للوصول إلى المجوهرات القابعة أسفل اللفافات المحيطة بها، أعيد دفن رفاتها بالضرورة بالقرب من زوجها وابنها.
تجدد الأمل في العثور على مقبرة سليمة لم يمسها اللصوص عام 1951، حين اكتشف عالم المصريات المصري زكريا غنيم بقايا هرم لم يكن معروفا من قبل في سقارة على بعد قرابة ستة أميال من جنوب الجيزة. لم يلاحظ هذا الهرم من قبل مطلقا؛ إذ لم يتجاوز بناته مرحلة الأساس، وقد غطته رمال الصحراء بعد ذلك. وفي البداية، اعتقد غنيم أن هرما غير مكتمل البناء من غير المحتمل أن يحمل الكثير من الأهمية، فضلا عن حمل رفات فرعون. ولكن ارتفع سقف توقعاته حين تتبع خندقا ضحلا يؤدي إلى نفق، وعندما قام بالحفر عبر ثلاثة جدران حجرية، ازداد حماسه للأمر؛ فعلى أي حال، لم يكن من المحتمل أن يكون أحد اللصوص قد استغرق وقتا في إعادة سد مقبرة وهو في طريقه للخروج. وبدت المجوهرات التي عثر عليها في الهرم دلالة أخرى على وجود مقبرة - أخيرا - لم يعثر عليها اللصوص مطلقا.
وأخيرا وصل غنيم إلى غرفة الدفن التي قرر أنها الحجرة الخاصة بسخم خت، وهو فرعون لم يكن يعرف عنه الكثير، لكنه كان فرعونا على أي حال. وحين عثر غنيم على تابوت من الذهب، أخذ هو وزملاؤه يرقصون ويبكون فرحا ويتعانقون. وبعد بضعة أيام، وأمام حشد من الباحثين والمراسلين الصحفيين، أمر غنيم بفتح التابوت.
ولصدمته، وجد خاويا. •••
كان الفشل في العثور على فرعون في مقبرته هو نقطة الانطلاق لظهور العديد من النظريات التي بني الكثير منها على النظامية الرياضية التي رآها علماء المصريات في الأهرامات. ففي القرن التاسع عشر، على سبيل المثال، اكتشف الفلكي الاسكتلندي تشارلز بيازي سميث أن الهرم الأكبر كان به قدر كاف من البوصات الهرمية التي تجعله نموذجا مصغرا لمحيط الأرض. ولسوء الحظ، كانت حسابات بيازي سميث الدقيقة قائمة على قياسات أخذت حين كانت الأكداس الضخمة من الحطام والأنقاض لا تزال تغطي قاعدة الهرم.
وفي عام 1974، زعم الفيزيائي كورت مندلسون أن الأهرامات كانت عبارة عن مشروعات عمل عامة وليست مقابر، وأن الهدف منها كان خلق هوية مصرية قومية للقبائل المشتتة آنذاك. ولم تفسر نظرية مندلسون عدم وجود الجثث فحسب، بل فسرت أيضا مشكلة أخرى مزعجة شابت نظرية المقابر، وهي تحديدا أن العديد من الفراعنة اتضح أنهم بنوا أكثر من مقبرة. على سبيل المثال، كان للملك سنفرو - والد خوفو - ثلاثة أهرامات، ومن الصعب تخيل أنه كان ينوي تقسيم رفاته بينها. وكان لخوفو نفسه هرم واحد فقط، إلا أنه كان يضم ثلاث غرف يبدو أنها صممت كغرف دفن.
ثمة نظرية أخرى اكتسبت العديد من الأتباع والمؤيدين، وهي أن الأهرامات كانت أضرحة تذكارية؛ أي آثارا شيدت تكريما للفراعنة المتوفين ولكنها ليست مقابرهم الفعلية، التي كانت مخبأة في مكان آخر للحفاظ عليها من اللصوص. وكان هذا سيفسر لم كانت مليئة بالسمات الجنائزية ولكن دون وجود جثث.
غير أن غالبية علماء المصريات لا يزالون على اعتقادهم بأن الأهرامات قد بنيت في الأساس كمقابر، حتى لو كانت قد خدمت بعض الأغراض الأخرى. فهي محاطة بمقابر أخرى، وإن كانت لرجال دولة أقل مكانة. حتى لو كان اللصوص القدماء وغير القدماء قد استولوا على كل أثر لها، فقد كانت جثث الفراعين راقدة هناك يوما ما.
ويمكن فهم الأهرامات، من منظور ما أجمع عليه العلماء، على النحو الأفضل كجزء من تدرج معماري بدأ بمقابر مستطيلة ذات قمم مسطحة بنيت من الطوب اللبن، والتي يطلق عليها الآن «مصاطب» (وهي تلك التي عثر فيها على الجثامين). وبعدها بدأ المهندسون المعماريون في وضع هيكل ذي قمة مسطحة فوق الآخر، لينشئوا ما أصبح معروفا ب «الأهرامات المدرجة»، التي لا يزال أشهرها موجودا في جنوب القاهرة بمنطقة سقارة. وفي النهاية، واتت أحدهم فكرة ملء المدرجات ، لينتج المنحدر المعروف للهرم ربما عند منطقة ميدوم، على بعد قرابة أربعين ميلا جنوب سقارة.
Неизвестная страница