Загадочные исторические головоломки: захватывающее исследование самых таинственных событий в истории
ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن
Жанры
كانت المشكلة مع كل تلك النظريات واحدة. فعلى الرغم من أن التأريخ بالكربون المشع لم يكن اخترع حتى القرن العشرين، فقد أشارت طرق التأريخ الأكثر بساطة لعلماء الآثار الأوائل إلى أن ستونهنج ربما يكون قد شيد قبل عام 1500 قبل الميلاد. كذلك أدرك معظم الباحثين أن كهنة الدرويد لم يصلوا قبل عام 500 قبل الميلاد، بينما وصل الرومان بعد ذلك التاريخ. وكان هذا يعني أن ستونهنج قد شيد قبل أكثر من ألف عام من وصول كليهما.
ومن ثم ظل السؤال قائما حتى القرن العشرين: من شيد ستونهنج؟ •••
أشار اكتشاف عثر عليه بمحض المصادفة أحد علماء الآثار عام 1953 إلى حل لهذا السؤال. في العاشر من يوليو، وكجزء من دراسته المسحية للموقع، كان ريتشارد أتكينسون يعد لالتقاط صور فوتوغرافية لبعض رسوم الجرافيتي التي تعود إلى القرن السابع عشر، على حجر يقع بجوار ما يعرف بالتريليثون العظيم. انتظر حتى نهاية ما بعد الظهيرة، على أمل ظهور تباين أكثر حدة للضوء والظل. وبينما كان ينظر عبر الكاميرا، لاحظ أتكينسون وجود نقوش أخرى أسفل النقش الذي يعود للقرن السابع عشر. كان أحدها عبارة عن خنجر يتجه إلى الأرض، وبالقرب منه أربع فئوس من نوع كان يوجد في إنجلترا في نفس توقيت تشييد ستونهنج تقريبا.
كان الخنجر الوحيد، وليست الفئوس، هو أكثر ما أثار أتكينسون؛ إذ لم يعثر على شيء كهذا في إنجلترا، أو في أي مكان في شمال أوروبا. وكان الأثر الأقرب له هو ذلك الذي جاء من المقابر الملكية لقلعة مسينا باليونان.
وهنا - أخيرا - ظهرت الصلة بحضارة أكثر تقدما؛ حضارة كان من المتوقع لها بشكل منطقي أن تكون قد بنت شيئا مثل ستونهنج. والأفضل من ذلك أن الخناجر التي عثر عليها في مسينا عاد تاريخها إلى قرابة عام 1500 قبل الميلاد، وهو نفس توقيت تشييد ستونهنج تقريبا، وفقا لمعظم خبراء خمسينيات القرن العشرين. وعلى عكس الرومان أو كهنة الدرويد، كان للصلة المسينية منطق زمني مقنع.
توصل أتكينسون إلى نظرية مدروسة مفادها أن ستونهنج قد صمم على يد مهندس معماري زائر من منطقة البحر الأبيض المتوسط الأكثر تحضرا ورقيا. وخمن أنه ربما كان هناك أيضا أمير مسيني مدفون في سهل ساليسبري. وقد تقبل العالم الأثري هذه النظرية بعد أن شعر بالارتياح لعثوره أخيرا على حل لإشكالية ستونهنج.
ولكن مثلما تكون الإجماع سريعا على الصلة المسينية، تمزق وانهار سريعا أيضا. فقد حملت ستينيات القرن العشرين ظهور شكل جديد من التأريخ بالكربون المشع، وفجأة وجد علماء الآثار أنفسهم في مواجهة دليل قوي ودامغ على أن ستونهنج أقدم بكثير مما كان يعتقد في السابق، وأقدم بكثير من الحضارة المسينية. فقد أكدت التواريخ التي تم التوصل إليها بالكربون المشع أن القلعة في مسينا بنيت فيما بين عامي 1600 و1500 قبل الميلاد، ولكنها دفعت بأصول ستونهنج إلى ما قبل ذلك، قبل إمكانية استشعار أي تأثيرات لشعوب البحر الأبيض المتوسط.
وبهذا التقدير الأخير، يكون بناء التجاويف والخندق الخارجي لدائرة ستونهنج قد بدأ في قرابة عام 2950 قبل الميلاد. وأضيفت بعض المباني الخشبية داخل الدائرة بين عامي 2900 و2400 قبل الميلاد، لتستبدل بعد ذلك بالبناء الحجري المعروف في وقت ما بعد ذلك بفترة قصيرة.
لم تضعف التواريخ الجديدة النظرية المسينية فحسب، بل أيضا العقلية «الانتشارية» الكاملة التي قادت إليها. فقد كان ستونهنج ببساطة أقدم من أن يكون قد بني على يد أي من الحضارات الأوروبية العظيمة، بينما كانت الحضارات غير الأوروبية بعيدة للغاية. ولأول مرة، اضطر معظم الباحثين لتقبل فكرة أن بناة ستونهنج هم أناس عاشوا بالقرب من ستونهنج، وأنهم قد فعلوا ذلك دون مساعدة خارجية. وهؤلاء الأناس البدائيون قاموا فيما يبدو - بطريقة ما - ببناء واحد من أكثر آثار العالم استمرارية. •••
الأدهى من ذلك أن بناة ستونهنج جعلوا مهمتهم أصعب بشكل مذهل - كأن ما سبق لم يكن مبهرا بالقدر الكافي - باستخدامهم أحجارا جيء بها من على بعد 150 ميلا، من جبال بريسيلي بجنوب غرب ويلز.
Неизвестная страница