215

ثم إن نسخة حفصة لابد أن تكون فيها قراءات عمر الثابتة عنه والتي لاتوجد في مصحفنا والحمد لله .

وعليه يجب رد الروايات التي تقول إنه نسخ من مصحف حفصة .

قال عمر بن شبة في تاريخ المدينة:3/1003: (قال الزهري: فحدثني سالم قال ، لما توفيت حفصة أرسل مروان إلى ابن عمر بعزيمة ليرسلن بها ، فساعة رجعوا من جنازة حفصة أرسل بها ابن عمر ، فشققها ومزقها مخافة أن يكون في شئ من ذلك خلاف لما نسخ عثمان !! ) .

كما لايمكن أن يكون عن نسخة مصحف عثمان ، لأنهم رووا أن عثمان لما أكملوا نسخ القرآن وعرضوه عليه نظر فيه وقال: ( إن فيه لحنا وستقيمه العرب بألسنتها !

ففي كنز العمال:2/586 ، عن كتاب المصاحف لابن الأنباري وابن أبي دؤاد ، قال: ( عن قتادة أن عثمان لما رفع إليه المصحف قال: إن فيه لحنا وستقيمه العرب بألسنتها.... وعن عكرمة قال: لو كان المملي من هذيل والكاتب من ثقيف لم يوجد فيه هذا ) !

كما لايمكن أن يكون عن نسخة عائشة ، لأن أحدا لم يدع أن عائشة كان عندها نسخة ذلك القرآن الذي وصفه عثمان في رسالته إلى الأمصار: (القرآن الذي كتب عن فم رسول الله صلى الله عليه وآله حين أوحاه الله إلى جبريل وأوحاه جبريل إلى محمد وأنزله عليه، وإذا القرآن غض) .

فلو كان عندها لما استكتبت نسخة من القرآن المتداول كما في رواية مسلم:2/112: (عن أبي يونس مولى عائشة أنه قال أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفا وقالت إذا بلغت هذه الآية فآذني حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ، فلما بلغتها آذنتها فأملت علي حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر ، وقوموا لله قانتين) !

Страница 217