(والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلوة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرأون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار . جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب . سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار) . (سورة الرعد: 22 - 24) (إن المتقين في جنات ونعيم. فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم . كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون . متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين . والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شئ كل امرئ بما كسب رهين) . (سورة الطور : 17 21 )
فنظام الأسرة والذرية نظام طبيعي في بني آدم ، أقره الله تعالى واستفاد منه في رسالاته للبشر .
وإذا كانت البشرية قد عانت الويلات والمآسي وأنواع الظلم والإضطهاد من نظام الأسر الفاسدة المتجبرة ، فذلك يرجع إلى فساد تلك الأسر ، ولايصح جعله سببا لرفض بنية الأسرة وفكرتها . فهذه البنية الإجتماعية تختزن إيجابيات كبرى لحمل الرسالة واستمرارها ، كما أن فيها خطر سلبيات كبرى أيضا بأن تتحول إلى ملك عضوض .
وقد تحدث القرآن عن الأجيال التي فسدت من أسر الأنبياء عليهم السلام وأتباعهم، وذم المنحرفين منها ، واستثنى الصالحين ، فقال تعالى:
(أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا . فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلوة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا . إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا. ( سورة مريم: 58 60)
الإختيار الإلهي الصعب على قريش !
Страница 131