Тысяча и одна ночь в мировой литературе и сравнительное литературоведение
الرواية الأم: ألف ليلة وليلة في الآداب العالمية ودراسة في الأدب المقارن
Жанры
أن يسلموا جميع ما لديهم من كتب ومخطوطات إلى السلطات لفحصها، مما أجبر بعض هؤلاء إلى إخفاء ما لديهم منها بعيدا عن أعين رقابة محاكم التفتيش.
ومن المنطقي أنه ما دام الإسبان والصقليون قد ترجموا أمهات الكتب العلمية والفلسفية العربية إلى اللاتينية أو اللغات المحلية التي انبثقت عنها، فلا بد أنهم قد ترجموا أيضا ما وجدوا من كتابات قصصية وملحمية، من مثل قصص ألف ليلة وليلة التي كانت تروى شفاهة، وكليلة ودمنة، ورومانسيات عنترة، وكذلك الأشعار الأندلسية العذبة التي ابتدع مؤلفوها أنماطا جديدة من الشعر العربي لم تكن معروفة خارج الأندلس. وكما ذكرنا في فصل سابق، كانت اللغة العربية قد أصبحت لغة دولية
LINGUA FRANCA ، وأصبح تعلمها واستخدامها دليلا على الثقافة والرقي. وتجيء هنا الفقرة المشهورة على لسان «بول ألفارو» عن تعلم الشباب من المسيحيين الإسبان اللغة العربية وآدابها، وقد أوردناها كاملة في فصل «الجذور الأولى»، وأحب هنا أن ألفت النظر بخاصة إلى الموضع الذي يذكر فيه أن بوسع عدد كبير من هؤلاء الشباب أن يعرض أساليب اللغة العربية ببراعة فائقة، ويزينون الفقرات الأخيرة من أشعارهم بأناقة تفوق أناقة العرب أنفسهم، وكذلك الولع بقراءة «الأشعار» و«القصص» العربية.
بيد أن الثورة التي قوبل بها آسين بالاسيوس لم تفت في عضده، بل واصل أبحاثه وأصدر عام 1943م - قبيل وفاته عام 1944م - طبعة ثانية مزيدة لكتابه، رد فيها على نقاده بالأدلة والبراهين. غير أنه كان يعوزه الدليل المادي المباشر على وجود ترجمات لاتينية عن قصص «الأخرويات» الإسلامية تكون قد تدوولت في العصر الذي عاش فيه دانتي. وبدأت تلك الأدلة المادية في الظهور منذ عام 1949م، حين نشر الإيطالي «إنريكو تشيرولي» ترجمتين لاتينية وفرنسية لكتاب عربي هو «معراج محمد» كان قد تمت ترجمته إلى القشتالية (الإسبانية الأولى) ومنها إلى اللاتينية والفرنسية حوالي عام 1246م، نشرها الباحث الإيطالي، عن مخطوطات موجودة بالفعل في مكتبة «بودلي» بأكسفورد والمكتبة القومية في باريس. كذلك نشر الباحث الإسباني «كونيوز سندينو» - مستقلا عن تشيرولي - ترجمات إسبانية ولاتينية وفرنسية لنفس الكتاب. ويورد الدكتور عبد الرحمن بدوي في كتابه سالف الذكر شواهد كثيرة على انتشار ذلك الكتاب بترجماته المتعددة في كل أنحاء أوروبا قبل مولد دانتي مباشرة، ثم يورد مقاطع وصورا بلاغية توازن بين ما جاء في الكوميديا الإلهية وبين ما جاء في ذلك الكتاب الإسلامي، بما لا يدع مجالا للشك في معرفة دانتي الوثيقة به.
والنص اللاتيني لكتاب «معراج محمد» به تصدير لمترجمه الإيطالي المسمى «بونافنتورا دي سيينا»، سكرتير الملك ألفونسو ملك قشتالة، يذكر فيه أن إبراهام الطبيب اليهودي للملك العظيم ألفونسو ملك قشتالة وطليطلة وليون وجليقية وإشبيلية وقرطبة ومرسية وجيان والجرف، قد قام - بناء على أوامر الملك - بترجمة هذا الكتاب من اللغة العربية إلى الإسبانية بهدف «التعرف على حياة محمد وحكمته»، وأنه قام بتقسيم الكتاب إلى فصول كيما ييسر الاطلاع عليه. ويضيف بونافنتورا أنه يقوم بدوره - بناء على أمر الملك ذاته - بترجمة الكتاب من الإسبانية إلى اللاتينية. ونفهم من كلام المترجم الأخير أن تلك الترجمة كانت بغرض تبيان حقائق الديانة المسيحية في مقابل الدين الإسلامي، رغم أنه قد اقتصر على ترجمة النص ولم يلحق به أية تعليقات أو إضافات ، وقد ذكر الأب فرانك جيلي (في محاضرة سنذكرها توا) بأنه يظن أن بونافنتورا قد أضاف ذلك لإرضاء السلطات الكنسية ومحاكم التفتيش في ذلك الوقت.
وقد آذن ذلك الاكتشاف ببعض الانفتاح على الاعتراف بفضل العرب والمسلمين على الآداب والفنون الأوروبية في العصور الوسطى. وأصبح لنظرية التأثر العربي والإسلامي لدانتي مناصرون أكثر من معارضين. وفي محاضرة ألقاها الأب «فرانك جيلي» في «جاليري الكوفة» بلندن في نوفمبر 2002م، وعرضها الباحث إبراهيم درويش، قدم استعراضا مشوقا لتردد الباحثين في الاعتراف بذلك الأثر، نظرا لأن دانتي «هو الأب المؤسس للأدب الإيطالي، وغالبا ما يشار إليه باسم الأب دانتي. وتقليديا لا ينظر إلى دانتي باعتباره شاعرا بين الشعراء ولكنه: الشاعر .. وهو المعادل الإيطالي للشاعر اليوناني هومر والإنجليزي شكسبير والألماني جوته.» ويتردد الأب جيلي في محاضرته بين الاعتراف بالتأثير العربي وإنكاره، وإن كان الاعتراف أقوى، حين يبين أن أخذ شكسبير لموضوعات مسرحياته من مصادر أخرى لم تنتقص قيد شعرة من قدر مؤلفاته ومن مكانته.
أما فيما يختص بالشعر الأندلسي، فبرغم إنكار عدد من الباحثين لأي أثر عربي إسلامي في أشعار وأغاني التروبادور، منهم الباحث الألماني «فردريك ديز» والفرنسي «جانروا» وغيرهما، بدأ بعض الباحثين الموضوعيين في التخلص من النعرات القومية والدينية والاعتراف بظهور الأدب البروفنسالي من عباءة الأدب الأندلسي. وقد وقع عبء تأصيل هذا التأثير - في معظمه - على عاتق مجموعة من المستشرقين والباحثين الإسبان، منهم آسين بالاسيوس الذي سبق ذكره، وجونزالز فالنسيا، ومنندث بيدال، وجرسيه جومث الذي أصدر كتابه الأساسي الهام «الشعر الأندلسي»، الذي ألقاه في صيغته الأولى في المعهد المصري بمدريد عام 1950م وصدر عن مطبوعات المعهد، قبل صدوره بعد ذلك في طبعات عديدة وترجمات عديدة. وأتبعه - بعد تحقيقات ضافية - بديوان ابن قزمان الذي أثبت مدى الشبه بين الموشحات والأزجال الأندلسية وبين قصائد التروبادور. وهناك أيضا الكتاب الفريد لمؤلفه الفرنسي «روبير بريفو» المعنون «التروبادور» الصادر عام 1965م، الذي أوفى فيه العرب والمسلمين حقهم في ريادة الشعر الغزلي في إسبانيا وفرنسا، والذي انتقل بعد ذلك إلى إيطاليا وإنجلترا وأيرلندا. (1) نظرة مجملة في أصل الحب العذري وأشعار التروبادور
أبدأ بالإشارة إلى صعوبة ترجمة الاصطلاح الذي صكه الفرنسي «جاستون باري» في عام 1883م وهو
AMOUR COURTOIS
وبالإنجليزية
Неизвестная страница