Тысяча и одна ночь в мировой литературе и сравнительное литературоведение
الرواية الأم: ألف ليلة وليلة في الآداب العالمية ودراسة في الأدب المقارن
Жанры
وماردي رواية طويلة غريبة، تبدأ بداية تماثل بدايات «تايبي» و«أومو»، ثم تبدأ في الفصل الثلاثين تتخذ شكل الرومانسات. وتبدأ بقصة البحار الذي يهجر سفينته ويتجه إلى أرخبيل ماردي، حيث يصبح اسمه «تاجي»، ويصادف هناك «ييلا» ويعشقها ويقضي معها فترة في هناء غامر. ثم تختفي حبيبته على نحو مفاجئ، فيخرج في رحلة سعي بحثا عنها، في صحبة رهط ممن قابلهم في ماردي: الملك مديا - بابالانجا - يوومي - محيي. ويجوب تاجي وصحبه بحارا وبحارا، ويمرون بعشرات من الجزر العجيبة، ويصادفون فيها أقواما وأقواما يعيشون حيوات عجيبة ولهم أسماء تماثل الأسماء العربية. ولكن تاجي لا ينجح في العثور على حبيبته، وتنتهي الرواية بعودته إلى ماردي، ثم خروجه هائما على وجهه في البحر العريض اللامتناهي.
وحكاية السعي وراء الحبيبة من الموضوعات المتكررة في ألف ليلة وليلة. وتذكر الباحثة فنكلستاين أن ملفيل قد تأثر في ماردي بحكاية «تاج الملوك والأميرة دنيا»، التي تقص خروج تاج الملوك بحثا عن حبيبته دنيا، ومغامراته في سبيل التقرب منها وكسب ودها. وأضيف أن قصة ماردي تتشابه أيضا مع حكاية حسن البصري، وهي من حكايات رحلات السعي الشائقة، وفيها يتزوج حسن البصري من حبيبته ابنة ملك الجان ويأخذها معه إلى بلاده، ولكنها تنجح في الوصول إلى الريش الذي يمكنها من الطيران عائدة إلى بلادها القصية. ولما يجد أن زوجته قد اختفت، يخرج في رحلة سعي لاستعادتها، يلقى فيها أهوالا جساما. بيد أن الفرق في قصص ألف ليلة هو نجاح المحبين في الوصول إلى أحبائهن، بينما يفشل تاجي في الوصول إلى حبيبته ييلا في رواية ملفيل.
وقد فسر النقاد رحلة السعي التي يقوم بها «تاجي» بوصفها البحث عن المطلق، عن سر الحياة والوجود، وهو الموضوع الذي عاد إليه ملفيل بعد ذلك في صورة أعمق وأدق وفي حرفية روائية ناضجة في رائعته «موبي ديك».
وتأثر ملفيل في موبي ديك برواية «الواثق»، التي كتبها الإنجليزي وليام بكفوررد على نمط ألف ليلة وليلة. فالواثق يخالف دينه وينخرط في ممارسات شيطانية مشعوذة، وهو بهذا يشبه «إهاب» بطل موبي ديك في هوسه الشيطاني بفكرة متسلطة قهرية تدفع حياته وأفعاله. وينتهي الواثق وإهاب نهاية مدمرة. بيد أنه لا بد أن نشير إلى أن موبي ديك رواية ذات أبعاد عميقة، ولها تفسيرات عدة لا يمكن حصرها في جانب واحد.
وقد استمر الأدباء الأمريكيون في مطالعة كتاب ألف ليلة وليلة والتأثر به إلى يومنا هذا. ونحن نجد ذلك في أصداء متناثرة هنا وهناك في كتاباتهم. وقد استمر ذلك الأثر واضحا حتى عند عدد من الروائيين المعاصرين، وسوف نتناول بعضهم في فصل «وما يزال مسلسل ألف ليلة وليلة مستمرا».
الترجمات إلى اللغات الأوروبية الأخرى وأثرها
(1) ألف ليلة واللغة الفرنسية
ذكرنا من قبل ترجمة جالان بوصفها أول نص مطبوع لألف ليلة وليلة. وقد ظل هذا النص هو السائد في الأدب الفرنسي إلى أن قام الدكتور «ماردروس» بترجمته للكتاب. وقصة حياة ماردروس عجيبة في حد ذاتها؛ فجده كان من مواطني القوزاق بروسيا، وحارب مع القائد المسلم شميل ضد ضم الروس للقوزاق، وبعد هزيمة القوزاق، انتقلت أسرة ماردروس إلى مصر، حيث ولد جوزيف ماردروس في القاهرة عام 1868م، وترعرع وسط بيئتها العربية. وبعد ذلك، هاجر ماردروس إلى فرنسا ودرس الطب ثم عمل مفتش صحة في وزارة الداخلية الفرنسية، وقضى الكثير إبان عمله ذاك في الجزائر. وقد أصدر عددا من الكتب ذات الموضوعات الشرقية، بيد أن اسمه ارتبط بترجمته لألف ليلة وليلة، التي صدرت بين الأعوام 1899-1904 في ستة عشر جزءا. وقد فاخر ماردروس بأن ترجمته هي أدق وأكمل ترجمة حرفية للكتاب، وإن كنا قد أشرنا إلى مبالغاته الإيروتيكية في فصل آخر من كتابنا هذا. وقد استقبلت الأوساط الفرنسية الترجمة الجديدة استقبالا حسنا، ربما لأنها الأولى بعد ترجمة جالان، أوسع فيها الإنجليز الكتاب ترجمات وتعليقات ذاع صيتها. وكانت تلك الترجمة هي التي اعتمد عليها الكثير من الأدباء الفرنسيين الذين عاصروا صدورها وما بعد ذلك، ومنهم أندريه جيد ومارسيل بروست. وكان ماردروس من الذكاء أن أهدى الترجمة إلى ذكرى «ستيفان مالارميه» الشاعر الفرنسي المشهور، كما أنه أدرج اهداءات في المجلدات المتتالية لرموز الأدب الفرنسي المعاصر، ومنهم بول فاليري وريمي دي جورمون وأناتول فرانس.
وقد زعم ماردروس أول الأمر أنه يترجم الكتاب عن نص بولاق الذي اعتبره أفضل النصوص العربية. ولكن، حين بدأ النقاد يلاحظون اختلافات بين ترجمته وبين النص البولاقي العربي، غير ماردروس قوله، وذكر أنه يترجم في الواقع عن مخطوط جزائري يعود إلى القرن السابع عشر، ادعى أنه الأصل لطبعة بولاق المصرية المطبوعة. ولكن ظهر بعد ذلك أنه لا وجود لمثل ذلك المخطوط وأن ماردروس اخترعه اختراعا، وأنه كان يترجم القصص المتناثرة في المخطوطات المتعددة لألف ليلة، ويزيد عليها من خياله واستطراداته، خاصة ما يتصل بالنواحي الإيروتيكية، كما أبرزنا في الفصل الخاص بذلك. ومن الإضافات الغريبة التي أوردها ماردروس في ترجمته مثلا، السؤال الذي وجهه الملك شهريار إلى شهرزاد بعد حكاياتها عن الحيوانات، حين يسألها عن اللغة التي تستخدمها تلك الحيوانات وهي تتحدث، فتجيبه وكلها ثقة: «في لغة عربية فصيحة ناصعة يا مولاي!» وهذا من ألاعيب المترجم الكوميدية، إذ لا يرد ذلك في أي من مخطوطات ألف ليلة.
وفي عام 1923م، عرض الناشر البريطاني «جوناثان كيب» على المغامر المعروف ت. إ. لورانس، المشهور بلورانس العرب، أن يقوم بترجمة نص ماردروس الفرنسي إلى اللغة الإنجليزية؛ ووافق لورانس على ذلك ولكن المشروع لم يتحقق، وقام بالترجمة بعد ذلك «باويز ماترز».
Неизвестная страница