الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة
الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة
Издатель
(بدون)
Жанры
الكلمة الثامنة: من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وبعد:
فقد رُوي عنه ﷺ أنه قال: «مَن تَرَكَ شَيئًا لِله عَوَّضَهُ اللهُ خَيرًا مِنهُ».
وهذا الحديث ضعيف لم يثبت عن النبي ﷺ بهذا اللفظ، وإن كان مشهورًا عند كثير من الناس، وقد ثبت بلفظ آخر من حديث أبي قتادة وأبي الدهماء قالا: أتينا على رجلٍ من أهل البادية وقلنا: هل سمعت من رسول الله ﷺ شيئًا، قال: سمعته يقول: «إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا لِلهِ ﷿ إِلَاّ بَدَّلَكَ اللهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ» (^١).
وهذا الحديث العظيم قد اشتمل على ثلاث جمل.
الأولى قوله: «لَنْ تَدَعَ شَيْئًا»، وهذا لفظ عام يشمل كل شيء يتركه الإِنسان ابتغاء وجه الله تعالى.
الثانية: قوله: «لِلهِ ﷿»، هذه الجملة بيَّن فيها النبي ﷺ أن الترك لا بد أن يكون ابتغاء مرضاة الله، لا خوفًا من سلطان، أو حياء من إنسان، أو عدم القدرة على التمكن منه، أو غير ذلك.
الثالثة: قوله ﷺ: «أَبْدَلَهُ اللهُ خَيرًا مِنْهُ»، هذه الجملة فيها بيان للجزاء الذي يناله من قام بذلك الشرط، وهو تعويض الله للتارك خيرًا وأفضل
_________
(^١) مسند الإمام أحمد (٣٨/ ١٧٠) برقم (٢٣٠٧٤)، وقال محققوه: إسناده صحيح، وقال الألباني ﵀ في السلسلة الضعيفة (١/ ١٩): وسنده صحيح على شرط مسلم.
1 / 53