66

الدليل إلى المتون العلمية

الدليل إلى المتون العلمية

Издатель

دار الصميعي للنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م

Место издания

الرياض - المملكة العربية السعودية

Жанры

المتون بين المدح والقدح: قال ابن خلدون في مقدمته: " ذهب كثير من المتأخرين إلى اختصار الطرق والأنحاء في العلوم، يولعون بها، ويدونون منها برنامجًا مختصرًا في كل علم، يشتمل على حصر مسائله وأدلتها، باختصار في الألفاظ، وحشو القليل منها بالمعاني الكثيرة من ذلك الفن، وصار ذلك مخلًا بالبلاغة، وعسرًا على الفهم، وربما عمدوا إلى الكتب الأمهات المطولة في الفنون بالتفسير والبيان، فاختصروها تقريبًا للحفظ، كما فعله ابن الحاجب في الفقه وأصول الفقه، وابن مالك في العربية، والخونجي في المنطق، وأمثالهم، وهو فساد في التعليم، وفيه إخلال بالتحصيل، وذلك لأن فيه تخليطًا على المبتدئ بإلقاء الغايات من العلم عليه، وهو لم يستعد لقبولها بعد، وهو من سوء التعليم..، ثم فيه مع ذلك شغل كبير على المتعلم، بتتبع ألفاظ الاختصار العويصة الفهم بتزاحم المعاني عليها وصعوبة استخراج المسائل من بينها، لأن ألفاظ المختصرات تجدها لأجل ذلك صعبة عويصة، فينقطع في فهمها حظ صالح من الوقت ... ا. هـ" (١) . قال في الفكر السامي: " ثم كَلَّ أهل هذه المئة عن حال من قبلهم من حفظ كبار الأصول، فاقتصروا على حفظ ماقلّ لفظه، ونزر خطه، فأفنوا أعمارهم في حلّ رموزه، وفهم لغوزه، ولم يصلوا لرد مافيه لأصوله بالتصحيح، فضلًا عن معرفة الصحيح من الضعيف، بل حل مقفل، وفهم مجمل ... إلى أن قال: " ومنها أنهم لما أغرقوا في الاختصار، صار لفظ المتن مغلقًا لا يفهم إلا بواسطة الشراح، أو الشروح والحواشي، ففات المقصود الذي لأجله وقع الاختصار، وهو جمع الأسفار في سفر

(١) ٣/١٢٤٢.

1 / 70