Альбер Камю: Попытка исследования его философской мысли
ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي
Жанры
وإذا كان الإنسان لا يستطيع أن يعرف العالم ككل، فهل في وسعه أن يعرف أجزاء منه؟ إن كامي سيجيب بلا؛ ذلك أن معرفتي كلها تتوقف عند المعطيات المباشرة التي تزودني بها تجربتي الفردية المحسوسة. وليس في استطاعتي أن أدرك شيئا ما لم يكن واقعا داخل الحدود الإنسانية:
129 «القلب في باطني أستطيع أن أحس به، ومن ذلك أستنتج أنه موجود. والعالم أستطيع أن ألمسه، ومن ذلك أيضا أستنتج أنه موجود. بذلك تتوقف معرفتي كلها.»
130
ليس هذا فحسب، بل إن الإنسان لا يستطيع حتى أن يعرف ذاته. وقد يظل حياته في غربة دائمة عن نفسه.
131
إن مسعاه إلى الوضوح سيخيب دائما ، وشوقه إلى المطلق والوحدة لن يتحقق أبدا. لا العلم ولا الفلسفة يستطيعان أن يعطياه الحقيقة. إنهما عاجزان عن معرفة الموجود بما هو موجود. كلاهما يقف عند مستوى الظواهر. والنظريات العلمية والمذاهب الفلسفية لا تستطيع إلا أن تدرك العلاقات التي تربط هذه الظواهر بعضها ببعض. إن معرفة العالم ومعرفة الفيلسوف كلاهما مرفوض؛ فكلاهما عاجز عن تحقيق مسعاه نحو الوحدة، عقيم لا يملك أن يشبع شوقه إلى المطلق: «لو عرف الإنسان أن الكون يمكنه أن يحب وأن يتعذب، لكان في ذلك السلام لقلبه.»
132
وليس في هذه العبارة شيء من النزعة التشبيهية بالإنسان (أنثروبومورفية)، بل كل ما فيها هو أنها تنكر على العقل كل مقدرة على اكتشاف العلاقات الموضوعية التي تربط بين الأشياء وردها إلى الوحدة التي تفسر كل شيء.
شوق الإنسان إذن إلى الوحدة والمطلق، ومسعاه نحو الوضوح والترابط باقيان في عالم كل ما فيه لا معقول. هذا الشوق وهذا المسعى مرتبطان بعجز العقل عن رد العالم إلى مبدأ واحد ينتظم جميع الظواهر المتعددة المتغيرة: «لو استطاع الفكر أن يكتشف في الانعكاسات المتغيرة للظواهر علاقات أبدية تجمعها وتجمع الفكر تحت مبدأ واحد لأمكننا أن نتحدث عن سعادة ينعم بها العقل.»
133
Неизвестная страница