Альбер Камю: Попытка исследования его философской мысли

Абдель-Гаффар Маккави d. 1434 AH
123

Альбер Камю: Попытка исследования его философской мысли

ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي

Жанры

وإذن فالطبيعة الإنسانية كائنة في الموقف المشترك الذي يتخذه وجدان جميع الأفراد الذين يواجهون خطرا مشتركا، ويجدون أنفسهم مطالبين بإزائه بالتصميم على اختيار معين. في هذا التقابل بين الوعي وبين الخطر المهدد (سواء أكان هو الوباء أو الحرب الديكتاتورية أو تحكم الأيديولوجيات الفكرية) تتجلى الطبيعة الإنسانية في الوجود المشترك إزاء الخطر المشترك؛ أعني في التضامن، فما هي طبيعة هذا التضامن؟ هذا هو السؤال الذي ينبغي علينا الآن أن نتولى الإجابة عليه. (ب) التضامن

من الوعي الوحيد الذي يسعى إلى السعادة الأرضية الحسية التي تتمثل في عبارة «عش كما لو ...» والذي يقف من نفسه ومن العالم موقف الغريب (نماذج المحال ومرسو قبل صدور حكم الإعدام عليه) إلى الوعي الوحيد الذي لم يعد يحس بالغربة أمام نفسه وإن كان لا يزال مقطوع الصلة بالآخرين (كاليجولا، سيزيف، مارتا ومرسو قبل تنفيذ حكم الإعدام فيه بقليل) نصل الآن إلى الإنسان الذي يتم له الوعي بوجوده ووجود الآخرين عن طريق التضامن، فكيف يتحقق هذا الانتصار على الوحدة؟ سنجيب بقولنا: عن طريق التضامن. ولكن ما هي طبيعة هذا التضامن؟

إنه ينشأ عن الوعي بالشقاء المشترك، سواء أصاب مجموعة من الناس أو داهم جميع الناس، ويظهر إلى الوجود بقدر مواجهتهم لخطر مشترك يتهددهم (سواء أكان هو وباء الطاعون أو كارثة الحرب أو استبداد نظم الحكم والأساطير الأيديولوجية). في الكفاح المشترك ضد الخطر المشترك يتحد الناس ويخاطرون بالتضحية بكل شيء لكي ينقذوا هذا الجزء من كيانهم الذي لا يمكن أن يرد إلى فكرة مجردة،

27

ولو كانت هي فكرة الإنسان، ويؤكدوا وجود طبيعة إنسانية مشتركة تضع لكل فعل مقياسا وتعين له حدا يقف عنده. وبعبارة أخرى نقول إن الإنسان ينتزع ذاته عن طريق العذاب المشترك من بين جدران وحدته. ويتخطى هذه الذات إلى الآخرين ويرتبط معهم برباط التضامن لكي يدافع عن حقه، لا بل عن واجبه في أن يكون سعيدا على هذه الأرض: لقد كسبنا تضامننا عن طريق العذاب.

28

وبهذا التضامن لم نتخط ذواتنا المحدودة فحسب، بل انتصرنا كذلك على الوحدة

29 (ولكن بغير أن نحرم الفرد من حقه في أن يكون وحيدا، على نحو ما سنرى فيما بعد).

ربما بدا التضامن من هذا الوصف وكأنه شيء عابر أو عرضي؛ فرب سائل يسأل: ألا يرتبط التضامن بعذاب مشترك حقا ولكنه مرهون بزمان؟ أليس الهدف من ورائه هو الدفاع عن حق الفرد في أن يكون سعيدا؟

قد يكون هذا كله صحيحا. غير أننا لو تذكرنا أن حركة التمرد، التي تعرفنا عن طريقها على التضامن الذي تنطوي عليه عبارة «نحن نكون»، هي حركة الحياة نفسها،

Неизвестная страница