Альбер Камю: Попытка исследования его философской мысли
ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي
Жанры
وينبغي علينا قبل أن نسترسل في هذا الحديث أن نلاحظ أن كامي لا يميل إلى عبارة «المادية الجدلية أو الديالكتيكية، بل يؤثر عليها المادية التاريخية للدالة على موقف ماركس الذي يحدد الإنسان بالحتمية الاقتصادية. وكامي في هذا يستند إلى رأي الفيلسوف الروسي الوجودي بيرديائيف الذي يرى استحالة التوفيق بين الديالكتيك وبين المادية. وليس السبب في هذا أنه لا يوجد غير ديالكتيك واحد هو ديالكتيك العقل فحسب، بل سببه أيضا أن فكرة المادية نفسها فكرة غامضة مزدوجة المعنى؛ إذ إن تكوين الكلمة نفسها يقتضي منا التسليم بأن في العالم شيئا آخر يزيد على المادية.»
72
هذه المادية التاريخية، أو بعبارة أدق هذه الحتمية التاريخية، لا يمكنها أن تحترم الإنسان بما هو إنسان. إنها تدمر حريته وترده إلى مجرد نتاج اقتصادي. إنه بالنسبة إليها لا يزيد عن كونه عنصرا منتجا، لا شك في نشاطه وفاعليته، إلا أن هذه الفاعلية وذلك النشاط لا ينبعان من ذاته المستقلة المبدعة، بل يتحكم فيهما ويدبرهما المفتش العام.
73
الإنسان في نظرها لم يكن قط، ولم يتحقق له كيان بعد، بل لا بد له أن يكون بكل الوسائل؛
74
ومن ثم كانت قابليته المطلقة للتشكل؛ وبالتالي إلغاء الطبيعة الإنسانية كقيمة ثابتة في وجه التحول والتغير التاريخيين.
هنا يوضع الشخص والشي على قدم المساواة.
75
ويصل تشييء الإنسان (أي رده إلى مجرد شيء يقبل التشكيل والتعديل) إلى ذروته. والعجيب أن هذا التشييء للإنسان يسير في خط مواز لتأليهه. وفي هذا يكمن التناقض الأساسي الذي تعاني منه ثورة القرن العشرين؛ فقد حكم على الناس أن يعاملوا معاملة الأشياء، حتى تتحقق المملكة الشاملة التي يصبحون فيها في نهاية المطاف كالآلهة. إلى أن يتحقق هذا الحلم البعيد لمملكة الآلهة تدعم مملكة الأشياء بكل الوسائل الممكنة، ولكن هذه المملكة الأخيرة، التي كان ينبغي لها أن تكون مملكة للحب والتعاطف والصداقة التي تؤلف بين الأشخاص، ليست في حقيقة الأمر إلا كومة نمل يسكنها أفراد من البشر وحيدون.
Неизвестная страница