125

العلاج والرقى

العلاج والرقى

Жанры

ولنشرع بعد بيان معنى العين، وأن تأثيرها حق، وأن نفوذها بالإصابة - لقوته - يكاد يسبق القدر، لولا أن القدر لا يردُّه شيء، وأن النبيَّ ﷺ لما حذَّر أمَّتَه من أثر العين أعظمَ تحذير، لم يَدَعْهم عُرْضةً لسهام الأعين تنهشهم وتهلكهم، لكنه وصف لهم دواءً شافيًا - بإذن الله - يحصِّنهم ابتداءً، وينجيهم بعدها إذا ما وقعت سهام عين عليهم.
ومن هديه الكريم في ذلك:
١- ... إذنه ﷺ بالاسترقاء من النظر، قال ﷺ لما رأى في بيت أم سلمةَ ﵂ جارية في وجهها سَفْعة (٢٢٦): «اسْتَرْقُوا لَهَا، فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَةَ» (٢٢٧) .

(٢٢٦) يعني: بوجهها صُفرة، كما بيَّنه مسلم بعد روايته هذا الحديث. وقال ابن الأثير في "النهاية" (٢/٣٧٤): السَّفْعة: أي علامة من الشيطان، وقيل ضربة واحدة منه، وهي المرة من السَّفْع، وهو: الأخذ، يقال: سفع بناصية الفرس ليركبه، والمعنى: أن السَّفْعة أدركت تلك الجاريةَ من قِبَل النظرةِ فاطلبوا لها الرقية. اهـ.
(٢٢٧) متفق عليه من حديث أم سلمة ﵂: أخرجه البخاري، كتاب الطب، باب: رقية العين: برقم (٥٧٣٩)، ومسلم؛ كتاب: السلام، باب: استحباب الرقية من العين، برقم (٢١٩٧) .

1 / 130