الاهتمام بالسنة النبوية بلغة الهوسا
الاهتمام بالسنة النبوية بلغة الهوسا
Издатель
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
Жанры
(٢)
لَمْحَةٌ عن مَكَانة السُّنَّة النَّبويَّة في التّشريع الإسلاميّ
للسّنة النَّبويَّة مكانةٌ عظيمةٌ ومنزلة عاليةٌ رفيعةٌ في التّشريع الإسلامي، فهي المبيِّنةُ للقرآن الكرِيم، والمفسِّرةُ لمجمَلِه، والمخصِّصَة لعامِّه، والمقيّدة لمطلَقِه، والشّارحةُ لمبهَمِه، ولذلك أوجب الله تعالى على المسلمين النّزولَ عندحكمِه ﷺ في كلّ خلافٍ فقال تعالى ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْفِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا﴾: [النساء: ٦٥] .
وجعل طاعة رسول الله ﷺ طاعة لله، فقال عز من قائل: ﴿مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَعَلَيْهِمْ حَفِيظًا﴾ [النساء: ٨٠] . وحذّر من مَغَبّة مُخالَفة أمره ﷺ فقال تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: ٦٣] .
والآيات في وجوب اتباع سنّته ﷺ والنّهي عن مخالفته ﷺ كثيرةٌ جدًّا.
وقد أكد رَسول الله ﷺ هذا المعنى في أحاديثَ كثيرةٍ تكفي في الدّلالة على أنّ السُّنَّة تَوْءَمُ الكِتاب، وقرينةُ التنزيل؛ منها ما رواه الإمام أحمد (١) وأبو داود (٢) - واللفظ له- بسندٍ صحيحٍ عن المقدام بن مَعدي كرب أنّ رسول الله ﷺ قال: «ألا إنّي أوتيتُ الكتابَ ومثلَه مَعه» . وهذه المثليّة شاملةٌ
_________
(١) «مسند الإمام أحمد» (٤/١٣٠) .
(٢) «سنن أبي داود» (٤/٢٠٠/رقم٤٦٠٤) .
1 / 5