Ал-Ваджиз фи Фикх ас-Сунна ва Китаб ал-Азиз
الوجيز في فقه السنة والكتاب العزيز
Издатель
دار ابن رجب
Номер издания
الثالثة
Год публикации
١٤٢١ هـ - ٢٠٠١ م
Место издания
مصر
Жанры
بقلم فضيلة الشيخ/ صفوت الشوادفى
رئيس تحرير مجلة التوحيد
الحمد لله .. والصلاة والسلام على عبده ومصطفاه؛ محمَّد رسول الله، واله وصحبه ومن والاه ... وبعد:
فإن علم الفقه- كما يقول ابن نجيم ﵀ من أشرف العلوم قدرًا وأعظمها أجرًا، وأتمها عائدة، وأعمها فائدة، وأعلاها مرتبة، وأسناها منقبة، يملأ العيون نورًا، والقلوب سرورًا، والصدور انشراحًا ويفيد الأمور اتساعًا وانفتاحًا؛ هذا لأن ما بالخاص والعام من الاستقرار على سنن النظام، والاستمرار على وتيرة الاجتماع والالتئام، إنما هو بمعرفة الحلال من الحرام، والتمييز بين الجائز والفاسد في وجوه الأحكام، بحوره زاخرة، ورياضه ناضرة، ونجومه زاهرة، وأصوله ثابتة، وفروعه نابتة، لا يفنى بكثرة الإنفاق كنزه ولا يبلى على طول الزمان عزّه.
أهله قِوام الدين، وقُوَّامه، وبهم ائتلافه وانتظامه، وإليهم المفزع في الدنيا وأمور الآخرة، والمرجع في التدريس والفتوى.
وهذا الفن لا يدرك بالتمنى، ولا ينال بسوف ولعلّ ولو أنىّ!! ولا يناله إلا من كشف عن ساعد الجد، وشمرَّ، واعتزل أهله، وشد المئزر وخاض البحار، وخالط العجاج، يدأب في التكرار والمطالعة بكرة وأصيلا، ينصب نفسه للتأليف والتحرير بياتاٌ ومقيلا، ليس له همّة إلا معضلة يحلها؛ أو مستصعبة عزت على القاصرين إلا ويرتقى إليها ويحلها؛ على أن ذلك ليس من كسب العبد، وإنما هو من فضل الله يؤتيه من يشاء. أهـ كلامه.
وقد كان السلف الصالح ﵃ يتفقهون في الدين بالمعنىِ الكامل الشامل الذي نبه عليه القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا
1 / 11