الواضح في علوم القرآن

Мустафа Диб аль-Бага d. Unknown
79

الواضح في علوم القرآن

الواضح في علوم القرآن

Издатель

دار الكلم الطيب / دار العلوم الانسانية

Номер издания

الثانية

Год публикации

١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م

Место издания

دمشق

Жанры

وما أن اقتنع ﵁ بصواب الفكرة حتى اهتمّ لها اهتماما بالغا وسعى لتحقيقها، فأخذ يجيل النظر ويعمل الفكر، فيمن يصلح للقيام بهذا الأمر الجليل، فاهتدى بنور الله تعالى، ووقع اختياره على زيد بن ثابت ﵁، لما اجتمع فيه من مواهب، واختصّ به من مزايا، لها كبير أثر في هذا الأمر الخطير، لم تجتمع في غيره من الصحابة. فهو من حفّاظ القرآن، ومن كتّاب الوحي لرسول الله ﷺ، وممن شهد العرضة الأخيرة للقرآن في ختام حياته ﷺ. وهو إلى جانب ذلك كان معروفا بخصوبة العقل وشدّة الورع وعظم الأمانة، وكمال الخلق واستقامة الدّين. كلّ هذه الصفات وغيرها رجّحت لدى أبي بكر ﵁ أنه أولى من يقوم بهذا العمل، وأكّد ذلك عنده أنه استشار فيه عمر ﵁ فوافقه على اختياره. أرسل أبو بكر إلى زيد- ﵄ ولما حضر عرض عليه الأمر، وبيّن له الأسباب الداعية إليه، وإشارة عمر في الموضوع، وما كان منه من تردّد ثم اقتناعه بذلك، وأنه وقع الاختيار عليه للقيام بهذه المهمة، لما يعهد فيه من صفات. ولكن زيدا ﵁ لم يكن أقلّ تردّدا من أبي بكر ﵁ بادئ الأمر، وهاب الموقف واستثقل المسئولية، ولكن أبا بكر ما زال به حتى أقنعه بصواب ما ندب إليه، فاطمأنت نفسه وسكن قلبه وشرح الله صدره، فشرع بالعمل العظيم، يشرف عليه ويعاونه كبار الصحابة، وعلى رأسهم أبو بكر وعمر رضوان الله عليهم أجمعين، واستمرّ العمل حتى تمّ لهم ما أرادوا، وأتمّ الله تعالى عليهم نعمته وأكمل لهم دينهم الذي ارتضى لهم. ٤ - منهج زيد ﵁ في الجمع: لقد اتبع زيد في جمعه القرآن منهجا قويما وطريقة دقيقة محكمة، وضعها له أبو بكر، وساعده على تنفيذها صاحب الرأي عمر، رضوان الله عليهم أجمعين.

1 / 83