الواضح في علوم القرآن

Мустафа Диб аль-Бага d. Unknown
77

الواضح في علوم القرآن

الواضح في علوم القرآن

Издатель

دار الكلم الطيب / دار العلوم الانسانية

Номер издания

الثانية

Год публикации

١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م

Место издания

دمشق

Жанры

استحر: كثر وانتشر. العسب: جمع عسيب، وهو جريد النخل، واللّخاف: جمع لخفة وهي الحجارة البيضاء الرقيقة. هذا الحديث يوجز لنا عمل أبي بكر ﵁، وما كان له من أسباب، وما آل إليه أمر القرآن في عهده، وما تمّ له من خدمة، وسنبين لك ذلك مفصلا. تمهيد: علمنا سابقا أن القرآن كله كان مكتوبا على عهد رسول الله ﷺ، وأنه لم ينقض عهد النبوة السعيد إلا وهو مجموع على النحو الذي علمنا، بيد أنه لم يجمع في مصحف واحد، أو صحائف مجتمعة، بل كان متفرّقا منشورا بين الرقاع وغيرها. روي عن زيد بن ثابت ﵁ قال: قبض النبيّ ﷺ ولم يكن القرآن جمع في شيء «١». قال الخطّابيّ: إنما لم يجمع ﷺ القرآن في المصحف لما كان يترقّبه من ورود ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته، فلما انقضى نزوله بوفاته، ألهم الله الخلفاء الراشدين ذلك، وفاء وعده الصّادق بضمان حفظه على هذه الأمة، فكان ابتداء ذلك على يد الصّدّيق بمشورة عمر «٢». وكلام الخطّابيّ هذا يبيّن لنا سرّ عدم جمع القرآن بالكيفية التي قام بها أبو بكر ﵁، ويضاف إلى ما ذكره: أن الأسباب التي اقتضت جمعه على تلك الكيفية، فيما بعد، لم توجد على عهد النبيّ ﷺ. ١ - كيفية جمع أبي بكر ﵁ للقرآن: إن الذي أمر به أبو بكر ﵁ وتمّ تنفيذه: هو جمع ما تفرّق من

(١) الإتقان (١/ ١٨١). (٢) المصدر السابق (١/ ١٨١).

1 / 81