العروة الوثقى في ضوء الكتاب والسنة
العروة الوثقى في ضوء الكتاب والسنة
Издатель
مطبعة سفير
Место издания
الرياض
Жанры
النوع الثاني: غيوب الحاضر: أخبر الله رسوله ﷺ بغيوب حاضرة، ككشف أسرار المنافقين، والأخطاء التي وقع فيها بعض المسلمين، أو غير ذلك مما لا يعلمه إلا الله، وأطلع عليه رسوله ﷺ.
النوع الثالث: غيوب المستقبل: أخبر الله رسوله ﷺ بأمور لم تقع، ثم وقعت كما أخبر، فدلّ ذلك على أن القرآن كلام الله، وأن محمدًا ﷺ رسول الله (١).
الوجه الثالث: الإعجاز التشريعي:
القرآن العظيم جاء بهدايات كاملة تامّة، تفي بحاجات جميع البشر في كل زمان ومكان؛ لأن الذي أنزله هو العليم بكل شيءٍ، خالق البشرية والخبير بما يُصلحها ويُفسدها، وما ينفعها ويضرّها، فإذا شرع أمرًا جاء في أعلى درجات الحكمة والخبرة: ﴿أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ (٢).
ويزداد الوضوح عند التأمل في أحوال الأنظمة والقوانين البشرية التي يظهر عجزها عن معالجة المشكلات البشرية ومسايرة الأوضاع والأزمنة والأحوال، مما يضطر أصحابها إلى الاستمرار في التعديل والزيادة والنقص، فَيُلْغُونَ غدًا ما وضعوه اليوم؛ لأن الإنسان محلّ النقص
_________
(١) انظر: الداعي إلى الإسلام للأنباري، ص٤٢٤ - ٤٢٨، وإظهار الحق، ٦٥ - ١٠٧، ومناهل العرفان، ٢/ ٢٦٣، ومعالم الدعوة للديلمي، ١/ ٤٦٣. وقد أخبر ﷺ بأمور غيبية كثيرة جدًّا. انظر: جامع الأصول لابن الأثير، ١١/ ٣١١ - ٣٣١.
(٢) سورة الملك، الآية: ١٤.
1 / 54