43

التحفة السنية شرح منظومة ابن أبي داود الحائية

التحفة السنية شرح منظومة ابن أبي داود الحائية

Издатель

مطابع أضواء المنتدى

Жанры

الأول: أن يقر في نفسه أنه لا أحد أعلم بالله من الله. ﴿قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ﴾ (البقرة: من الآية١٤٠) .
الثاني: أنه لا أحد أعلم بالله من خلق الله من رسول الله ﷺ، فهو أعلم الخلق بالله ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ (النجم: ٣-٤) .
الثالث: أن الله بالنسبة لنا غيب لم نره، فلا مجال للإنسان أن يخوض فيما هو غائب عنه من وصف إلا بوحي. وعليه فالطريقة الحقة في باب الصفات: أن نصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله لا نتجاوز القرآن والحديث، كما قال الأوزاعي ﵀: "ندور مع السنة حيث دارت"، أي نفيًا وإثباتًا.
فمن تقررت في قلبه تلك الأصول امتنع أن يخوض في الصفات بما لا يعلم، وعلم فساد مذهب أهل الكلام الباطل الذين يتقدمون بآرائهم وعقولهم الفاسدة بين يدي الله ورسوله ﷺ.
(النزول) قد وردت به السنة، وحديثه متواتر رواه عن النبي ﷺ ثمانية وعشرون صحابيًا، وهذا يعني أن النبي ﷺ قال هذا القول: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا"١ غير مرة، وهو ﵊ أفصح الناس وأبلغهم وأنصحهم، وقد بلغ ما أنزل إليه أتم البلاغ، وبينه أحسن البيان وأوضحه، وهو أحسن خلق الله تنزيها لله وتعظيمًا له، فقال في أكثر من

١ أخرجه البخاري برقم (٧٤٩٤)، ومسلم برقم (٧٥٨) من حديث أبي هريرة ﵁.

1 / 45