التيسير في أصول واتجاهات التفسير
التيسير في أصول واتجاهات التفسير
Издатель
دار الإيمان
Место издания
الإسكندرية
Жанры
[مقدمة الدكتور علي أحمد فراج]
بسم الله الرّحمن الرّحيم
تقديم
بقلم فضيلة الأستاذ الدكتور/ علي أحمد فراج علي (حفظه الله)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فقد قرأت الكتاب المعنون بـ[التيسير في أصول واتجاهات التفسير].
للدكتور/ عماد علي عبد السميع، والكتاب من عنوانه "التيسير" فقد صيغ بأسلوب سهل سلس، يسهل فهمه وقراءته لمن يريد أن يتعرف على أصول واتجاهات المفسرين قديمًا وحديثًا.
وقد استفاد الباحث في كتاباته من خبرة وآراء السابقين له وخاصة العلماء المعاصرين الذين بذلوا جهودا مضنية في سبيل إبراز هذه الصورة المشرقة لعلماء التفسير قديمًا وحديثًا.
فنسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناته، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تقديم أ. د/ علي أحمد فراج علي
أستاذ ورئيس قسم التفسير وعلوم القرآن
والعميد الأسبق لكلية أصول الدين والدعوة الإسلامية
فرع جامعة الأزهر بأسيوط
1 / 5
بسم الله الرّحمن الرّحيم
تقديم
بقلم فضيلة الاستاذ الدكتور/ مجاهد محمد هريدي (حفظه الله)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
وبعد:
فقد راجعت هذا العمل العلمي الذي كتبه، الدكتور/ عماد علي عبد السميع والذي هو بعنوان: [التيسير في أصول واتجاهات التفسير] فوجدته عملا طيبا، ذا فائدة قيمة، حيث تناول تلك المباحث المتعددة بصورة مختصرة يسهل فهمها على طلاب العلم، وبخاصة المبتدئين منهم، وهو بذلك قد بذل هذا الجهد المتواضع في خدمة كتاب الله تعالى.
فنسأل الله ﷿ أن ينفعه بما كتب وأن ينفع قارئيه بما سطّر، وأن يوفق الجميع للعمل بكتاب الله تعالى بسنّة رسوله ﷺ القائل: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، وبالله التوفيق.
تقديم أ. د/ مجاهد محمد هريدي
أستاذ ورئيس قسم التفسير وعلوم القرآن
بكلية أصول الدين - جامعة الأزهر
1 / 6
مقدّمة
الحمد لله رب العالمين، أنزل كتابه وأمرنا بتدبره وفهمه فقال: كتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْك مُبارَك لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ ولِيَتَذَكرَ أُولُوا الْأَلْبابِ (٢٩) [ص: ٢٩].
والصلاة والسلام على من قيل له: وأَنْزَلْنا إِلَيْك الذِّكرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ولَعَلَّهُمْ يَتَفَكرُونَ [النحل: ٤٤].
ثم أما بعد:
فإني أكره التعقيد وأمقته مقتًا شديدًا، وأحب التيسير حبًّا شديدًا، واستبشر كلما قرأت كلام الله تعالى: سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا [الطلاق: ٧].
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (٦) [الشرح: ٥، ٦].
ودائما أرجو ربي وأدعوه: قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (٢٥) ويَسِّرْ لِي أَمْرِي (٢٦) واحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي (٢٧) يَفْقَهُوا قَوْلِي (٢٨) واجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (٢٩) [طه: ٢٥ - ٢٩].
ولهذا عندما كلفت بتدريس مادة أصول التفسير بكلية العلوم الإسلامية وجدت معظم الكتب لا يتناسب مع قدرات الطلاب - برغم تفوقهم والحمد لله - لأن أكثر المطروح من كتب أصول التفسير يلاحظ عليه ضخامة الحجم، وهذا لا يساعد الدارس في مرحلة الطلب على تجميع معلومة مرتبة.
فاستعنت بالله ﷿ للكتابة لتيسير تلك المادة على الطلاب لعل الله أن ييسر لنا طريقا إلي الجنة.
وأعترف - ليس اعتراف مدعي التواضع بل اعتراف من عرف قدر نفسه - أن كتابتي لا ترقي في مستواها إلي ما كتب العلماء الفحول؛ أمثال شيخنا الدكتور محمد لطفي الصباغ، أو الدكتور/ البلتاجي أو
1 / 7
الشيخ السعدي .. وغير ذلك.
ولقد أغراني بالكتابة ما وجدته من كلام طيب للدكتور/ الصباغ - وهو يحث طلاب العلم أمثالي على مزيد من البحث في أصول التفسير - قال: (وعلم أصول التفسير يمكن أن نصنفه في العلوم القابلة للنمو، ذلك لأن العلوم أنواع: فمنها ما بلغ الغاية في النضج حتى قال عنه الباحثون إنه احترق .. ومنها علوم نضجت ولم تحترق، ومنها علوم ما زالت سائرة في طريق النضج ولما تبلغ تلك النهاية التي بلغتها العلوم الأخرى .. ونستطيع أن نلحق علم أصول التفسير بهذه الزمرة من العلوم) (١).
وقد ناقش الشيخ في هامش بحوثه في أصول التفسير عبارة: «إن من العلوم ما بلغ الغاية في النضج حتى احترق»، وقال هذه مبالغة، فالعلم مهما بحث فيه الباحثون لا يفسد ولا يحترق بل يزداد نضجا إن كان المنهج المتبع فيه سليما، والفساد يمكن أن يتسرب إلي كل علم عند ما يكون منهج البحث فيه منحرفا معوجا ولو لم يصل إلي مرحلة النضج.
كل هذا أزال عني التردد في أن أكتب في هذا الموضوع، الذي هو من أهم الموضوعات لطلاب العلم، إذ هو يتعلق بأشرف كتب الله على الإطلاق - القرآن الكريم - ورجائي من إخواني الطلاب والطالبات بذل الجهد لفهم تلك الأصول التي تضبط فهمنا لكتاب ربنا تعالى، لنفهم صوابا ونعمل صوابا بتوفيق من الله.
كما أرجو من كل مطالع لهذه الصفحات أن يعينني على تصويب أخطائي
_________
(١) د/ محمد لطفي الصباغ: بحوث في أصول التفسير ص ١٢.
1 / 8
فيها، فهي ليست متعمدة وأن يسامحني، وأن يسأل الله لنفسه ولي معه أن ييسر لنا بالعلم مع رحمته طريقا إلي الجنة.
هذا: وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وكتبه
عماد علي عبد السّميع حسين
رئيس قسم علوم القرآن
بكلية العلوم الإسلامية
1 / 9
المبحث الأول معنى أصول التفسير
لكي نستطيع الوقوف على معنى أو حقيقة أي مصطلح لا بدّ من مراجعته في اللغة، وكذلك إن كان مركبا إضافيا يستحسن تحليله أولا ثم إضافة أجزاء هذا التحليل إلي بعضها واستنتاج المعنى الإضافي، وعلى هذا فنحن أمام مصطلح مركب إضافي (أصول التفسير) ولبيانه نقول:
أولا: معنى أصول التفسير بالمعنى التحليلي:
(أصول) في اللغة: جمع أصل، والأصل أسفل كل شيء (١).
واصطلاحا: هو ما يبني عليه غيره، أو يفتقر إليه ولا يفتقر إلي غيره (٢).
(التفسير) في اللغة: الكشف والإظهار والإبانة (٣).
واصطلاحا: هو الكشف عن معاني ألفاظ القرآن الكريم في سياقاتها حسب قواعد وأصول معروفة لفهم مراد الله تعالى من وحيه المنزل (٤).
ثانيا: معنى أصول التفسير بالمعنى الإضافي:
هو: أصول وقواعد تحكم خطة المفسر، وتحول بينه وبين الخطأ في الفهم والاستنباط، وتعينه على أداء مهمة التفسير على الوجه الأفضل.
_________
(١) لسان العرب ١/ ١٥٥.
(٢) التعريفات للجرجاني ص ٢٢.
(٣) لسان العرب ١/ ٢٦١.
(٤) انظر كشاف اصطلاحات الفنون للتهانوي ص ٣٣.
1 / 10
المبحث الثاني أهمية ومكانة علم التفسير
لعلم التفسير أهمية بالغة، ذلك لأن القرآن أنزله الله ليتدبره الناس ويفهمونه، وبالفهم تستريح الأنفس للعمل به وتطبيق ما فيه.
ولقد أشار الله تعالى إلي أهمية التفسير عند ما دعا إلي تدبر القرآن، فمثلا:
يقول ﷾: كتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْك مُبارَك لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ ولِيَتَذَكرَ أُولُوا الْأَلْبابِ (٢٩) [ص: ٢٩].
وقال تعالى: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلي قُلُوبٍ أَقْفالُها (٢٤) [محمد: ٢٤].
وقال تعالى أيضا - آمرا نبيه ﷺ بالقيام بمهمة التفسير: وأَنْزَلْنا إِلَيْك الذِّكرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ولَعَلَّهُمْ يَتَفَكرُونَ [النحل: ٤٤].
وقد قام النبي ﷺ بالمهمة خير قيام فكان أصحابه إذا أشكل عليهم شيء من القرآن سألوه ﷺ فيوضح ويبين لهم.
قال الإمام الطبري ﵀ وهو يبين أهمية التفسير: (اعلموا عباد الله - رحمكم الله - أن أحق ما صرفت إلي علمه العناية، وبلغت في معرفته الغاية ما كان لله في العلم به رضي وللعالم إلي سبيل الرشاد هدي، وإن اجمع ذلك لباغيه كتاب الله الذي لا ريب فيه، وتنزيله الذي لا مرية فيه، الفائز بجزيل الذخر وسني الأجر تاليه، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) (١).
وصدق الطبري فيما قال، فقد كان العلماء من قبله يرحلون إلي بلاد بعيدة من أجل الوقوف على معنى آية وتفسيرها، قال عبد الله بن مسعود: (ما من
_________
(١) تفسير الطبري ١/ ١٥.
1 / 11
آية في كتاب الله ﷿ إلا وأنا أعلم أين نزلت وفيم نزلت ولو أعلم أحدا أعلم بكتاب الله مني تركب إليه الإبل لركبت) (١).
وقد أشار الإمام القرطبي ﵀ أيضا إلي أهمية علم التفسير فعقد لذلك فصلا موجزا في مقدمة تفسيره (الجامع لأحكام القرآن) أورد فيه ما يدل على أهمية التفسير ومن ذلك:
(ورد عن إياس بن معاوية في فضل التفسير قال: مثل الذين يقرءون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا وليس عندهم مصباح فتداخلهم روعة، ولا يدرون ما في الكتاب، ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرءوا ما في الكتاب) (٢).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ عن أهمية التفسير: «وحاجة الأمة ماسة إلي فهم القرآن الذي هو حبل الله المتين والذكر الحكيم، والصراط المستقيم ...» (٣).
وما من واحد من المفسرين إلا وكتب في مقدمة تفسيره عن أهمية التفسير لكتاب الله ﷿ يستشهد على ذلك بالآيات الواردة في الحث على التدبر في كتاب الله تعالى.
فليعلم طلاب العلم - خصوصا - والمسلمون عموما أن التفسير مهم جدا فهو الطريق إلي العمل بكتاب الله تعالى وتطبيقه كمنهج للحياة.
«.. وإن امتلأت نفس طالب العلم بجلالة علم التفسير وأهميته دفعه ذلك إلي مضاعفة جهده وحثه على مواصلة ليله بنهاره في البحث والدرس والتنقيب، وجعل التعب لديه راحة .. لأن السعي إلي الغايات يكون بحسب
_________
(١) راجع هذا الأثر في تفسير ابن كثير ١/ ٣.
(٢) الجامع لأحكام القرآن ١/ ٢٦.
(٣) مقدمة في أصول التفسير ص ٢٢ بشرح ابن عثيمين.
1 / 12
أهميتها وقيمتها» (١).
وعلى هذا فعلم التفسير أشرف العلوم لتعلقه بكتاب الله الذي هو أشرف الكتب على الإطلاق، وقد جعل بعض أهل العلم: العلم بالتفسير من فروض الكفاية الذي لا تبرأ ذمة الأمة إلا بوجود ولو طائفة منها على مر الزمان تتعلمه وتتقن أصوله وتدل الناس عليه.
_________
(١) د/ محمد لطفي الصباغ: بحوث في أصول التفسير ص ٢٠ ط المكتب الإسلامي - ١٩٨٨ بتصرف.
1 / 13
المبحث الثالث أهمية علم أصول التفسير
أهمية علم أصول التفسير من أهمية علم التفسير نفسه، لأن أصول التفسير بالنسبة للتفسير بمثابة الوسائل للغايات، فهو له كعلم النحو للغة العربية وكأصول الفقه للفقه، وكأصول الحديث للحديث، ...
فأصول التفسير تضبط فهمنا لكتاب الله ﷿ من الزلل أو الشطط، وبها نعرف عموم الآيات وخصوصها، ومحكمها ومتشابهها .. وغير ذلك.
وعلى هذا فأصول التفسير واحد من أجل علوم القرآن، بل هو علم ينتظم علوما في سلكه، فمن الأصول كما سنعرف - إن شاء الله - معرفة المطلق والمقيد والناسخ والمنسوخ وأسباب النزول وشروط المفسر وآدابه، وطرق التفسير .. إلي غير ذلك.
«وعلم أصول التفسير بوصفه هذا يعبر عن منهجية رائعة، فأمة الإسلام عرفت هذه المنهجية في كافة جوانب الثقافة والفكر .. وبسبب هذه المنهجية استطاع المسلمون أن يتخذوا المنهج التجريبي أساسا يصدرون عنه في حياتهم العلمية قبل أن يتوصل إليه الغرب (١)، بل المنصفون من علماء الغرب يعترفون بأن المنهج التجريبي هو هدية المسلمين إلي الفكر الإنساني والحضارة الإنسانية» (٢).
_________
(١) الحاسدون من علماء الغرب دائما يحاولون سلب المسلمين شرف الإبداع فينكرون أن يكون المسلمون عرفوا المنهج التجريبي قبلهم وينسبون هذا المنهج إلي فرانسيس بيكون.
(٢) انظر: د/ محمد لطفي الصباغ: بحوث في أصول التفسير ص ١٠.
1 / 14
المبحث الرابع نشأة علم التفسير وأصوله
لقد نشأ علم التفسير منذ عصر الرسول ﷺ فقد كان الصحابة ﵃ يسألونه عما يشكل عليهم فهمه من القرآن، مثل:
سؤالهم له عند ما نزل قوله تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا ولَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِك لَهُمُ الْأَمْنُ وهُمْ مُهْتَدُونَ (٨٢) [الأنعام: ٨٢]، قالوا: وأينا لم يظلم نفسه يا رسول الله؟، فقال لهم مفسرا معنى الظلم، وهو الشرك، أما قرأتم قول الله تعالى: إِنَّ الشِّرْك لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان: ١٣] (١).
وسؤالهم لما نزل قول الله تعالى: مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ [النساء: ١٢٣]، فبين لهم ما الذي يجزون به، قال لأبي بكر لما جاء مشفقا وهو يقول: كيف النجاة بعد هذه الآية؟ فقال له: ألست تمرض؟ أليس يصيبك النصب؟، قال: بلي، قال: فذلك الذي تجزون به (٢).
وفسر لهم معنى البياض والسواد في آية الصيام: وكلُوا واشْرَبُوا حَتَّي يَتَبَيَّنَ لَكمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ [البقرة: ١٨٧]
وكان الأمر قد التبس عليهم، حتى إن أحدهم كان قد أخذ خيطين حقيقين فوضعهما تحت وسادته يريد أن يجعلهما علامة على الإمساك للصيام فلم ير سودا ولا بياضا، فأخبر النبي ﷺ بذلك فقال له: إنك لعريض الوساد، البياض بياض الصبح والسواد سواد الليل (٣).
_________
(١) تفسير الطبري ٣/ ٤٥٥ وأصله في البخاري برقم ٣٢.
(٢) تفسير الطبري ٣/ ٣٧ وأصله في مسند احمد ١/ ١١ والحاكم ٣/ ٧٤ وصححه الذهبي.
(٣) انظر/ تفسير القرطبي ٢/ ٣٢٠ وأصله في البخاري.
1 / 15
ولم تكن هذه مواقف فردية وإنما حرص الصحابة على فهم القرآن لأنه طريق العمل - كما قلنا - بل ورد عنهم قالوا: «كنا إذا نزلت عشر آيات من كتاب الله تعالى لم نبرحها حتى نحفظها ونفهم معانيها ونعمل بها حتى إذا اكتمل القرآن نزولا كان قد اجتمع لدينا ثلاث: الحفظ والفهم والعمل» (١).
وربما لم يثبت أن النبي ﷺ ترك تفسيرا كاملا للقرآن، وذلك لأنه لم تكن هناك أسباب داعية إليه، فأصحابه كانوا يتمتعون بذكاء وسلامة فطرة منقطعة النظير، ومع ذلك وضح لهم ما أشكل عليهم، وهم بدورهم بلغوا ما فسره لهم، ووضحوا أيضا من خلال مشاهداتهم لنزول الوحي والأحوال المقترنة به ما وسعهم توضيحه.
ثم جاء عصر التابعين فتكلم الأئمة: منهم الحسن البصري وعكرمة مولي ابن عباس وسعيد بن المسيب، ثم مجاهد وقتادة وأبو إسحاق السبيعي ... وغيرهم.
وكانت مرويات التفسير تروي على أنها أبواب من الحديث، ولم يظهر تفسير كامل استوعب القرآن من فاتحته إلي خاتمته إلا في أواخر القرن الثالث وأوائل الرابع الهجري على يد شيخ المفسرين محمد بن جرير الطبري (ت ٣١٠ هـ)، ثم توالي التصنيف في التفسير والتفنن في مذاهبه.
ولا زال إلي الآن يكتب في التفسير ويتوصل إلي جديد من معاني كلام الله تعالى، وسيظل ما دامت السماوات والأرض زاخرا بالمعاني التي يعد تفسيرها تجديدا لإعجازه.
وعن نشأة أصول التفسير: لقد نشأ علم أصول التفسير مقترنا بالتفسير وإن لم يكن تحت هذا المصطلح
_________
(١) انظر: تفسير ابن كثير ١/ ٣.
1 / 16
- لكن يلاحظ من تورع الصحابة ﵃ عن القول في تفسير القرآن بالهوى وبدون علم: أنهم كانوا يرون أن التفسير لا يتم إلا بضوابط حتى لا يحصل الزلل والخطأ في الفهم.
قال أبو بكر ﵁: (أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني، إن أنا قلت في القرآن برأيي). وفي رواية: (لأن تضرب عنقي ولا أقول في القرآن برأيي) (١).
«ويعتبر الإمام الشافعي ﵀ (ت ٢٠٤ هـ) أول واضع لأصول التفسير في كتابه الرسالة، وإن كان قصد بها التقعيد لأصول الفقه لكنه تعرض في مباحث كثيرة للمطلق والمقيد، والناسخ والمنسوخ .. وغير ذلك من المباحث المهمة في أصول التفسير فاعتبرها العلماء باكورة ما كتب في هذا الشأن» (٢).
ثم توالت الكتابات في أصول التفسير، لكنها كانت بمثابة مقدمات في كتب التفسير يبدأ بها العلماء، ومن أهم تلك المقدمات مقدمة تفسير الإمام الطبري ﵀ وكذلك القرطبي، ثم ظهرت مقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية في أصول التفسير، وكذلك كانت توجد أصول التفسير متناثرة في بطون كتب علوم القرآن، أما في العصر الحاضر فقد كتب غير واحد من العلماء في أصول التفسير جمعا لهذا المتناثر في القرآن تقريبا وتسهيلا على الطلاب.
ومع ذلك يبقي علم أصول التفسير كما قال الدكتور: محمد لطفي الصباغ - من العلوم القابلة للنمو - والتي تحتاج إلي جهد وعناية كبيرة (٣).
_________
(١) انظر: فضائل القرآن لأبي عبيد القاسم ص ٢٢٧ وهو مرسل.
(٢) انظر: خالد عبد الرحمن العك: أصول التفسير وقواعده ص ٣٥.
(٣) انظر: بحوث في أصول التفسير ص ١٢.
1 / 17
المبحث الخامس أهم المصنفات في أصول التفسير
بعد أن تكلمنا في المبحث السابق عن نشأة علم أصول التفسير، وسبقت الإشارة إلي أسماء بعض المصنفات في هذا العلم، أري من الضروري أن نقف هنا وقفة مع أهم المصنفات في أصول التفسير لنأخذ فكرة موجزة عن كل مصنف منها بقدر الإمكان:
[١] كتاب (الرسالة): لمؤلفه الإمام محمد بن إدريس الشافعي، ت ٢٠٤ هـ وهو تمهيد لكتابه الأم في الفقه، وهذه الرسالة القيمة كانت فتحا في علم الأصول في كافة فروعه، حتى تنازعها العلماء، في أصول الفقه، وفي أصول التفسير وفي أصول الحديث (المصطلح) .. كل يعتبرها قاعدته التي عنها يصدر، وبأحكامها ينضبط (١).
[٢] كتاب (مقدمة في أصول التفسير): لمؤلفه الإمام أبي العباس أحمد بن تيمية شيخ الإسلام المتوفي ٧٢٨ هـ، وهي رسالة قيمة ذكر فيها أن سبب تأليفه لها أن بعض الإخوان سأله أن يكتب له مقدمة تتضمن قواعد كلية، تعين على فهم القرآن ومعرفة تفسيره .. فاستجاب لهذا الطلب وكتب هذه الرسالة (٢).
وتعرض شيخ الإسلام لفصول مهمة منها: (تدبر القرآن وكيفية دراسته والعمل به)، وحاجة الأمة الماسة إلي فهم القرآن) (واختلاف السلف في التفسير) وبيّن أنه قليل، وهو اختلاف تنوّع وليس تضاد. وهو في كل
_________
(١) وقد طبعت بتحقيق الشيخ/ احمد محمد شاكر - بمطبعة مصطفي البابي الحلبي - بالقاهرة ١٩٤٠ م.
(٢) طبعت بتحقيق د/ عدنان زرزور - بمطبعة دار القلم - بيروت ١٣٩١ هـ.
1 / 18
هذا يكثر من الشواهد ويناقش المسائل.
[٣] كتاب (الفوز الكبير في أصول التفسير): لمؤلفه الشيخ/ ولي الله أحمد قطب الدين الدهلوي الهندي (ت ١١٧٦ هـ) تحدث فيه عن العلوم التي بينها القرآن وعالج فيه كثيرا من مشكلات التفسير، ووضع لها الضوابط ونبه على خطورة الغلو والاجتراء على التفسير بغير علم ..
[٤] كتاب (الإكسير في أصول التفسير): لمؤلفه سليمان بن عبد القوي الطوفي البغدادي (ت ٧١٦ هـ)، ويقال إنه كان شيعيا رافضيا تعرض فيه المؤلف لفصول منها: فرق بين التفسير والتأويل ثم تعرض للعلوم التي يحتاج إليها المفسر من نحو وصرف ولغة وقراءات وفقه وأصول وتاريخ وطب وحساب ونجوم وهندسة وغيره .. ثم أكثر من الكلام على علمي المعاني والبيان حتى استغرق بقية الكتاب (١).
[٥] المقدمات في كتب التفسير: ومن أهمها مقدمة تفسير الطبري، ومقدمة تفسير القرطبي، ومقدمة تفسير ابن كثير، حيث فيها ذكر لكثير من أصول التفسير وشروط المفسر وآدابه والعلوم التي تلزمه، والتحذير من الإسرائيليات في التفسير وكذلك من الشطط في الفهم .. وغير ذلك.
وتعتبر مقدمة تفسير الطبري من أهم وأجود ما كتب في أصول التفسير.
[٦] بحوث في أصول التفسير: لمؤلفه الدكتور محمد لطفي الصباغ.
[٧] أصول التفسير وقواعده: لمؤلفه الشيخ خالد عبد الرحمن العك.
[٨] القواعد الحسان في تفسير القرآن: للشيخ عبد الرحمن السعدي.
_________
(١) طبع بمكتبة الآداب - بمصر ١٩٧٧ م.
1 / 19
المبحث السادس مصادر علم التفسير
إن لكل نهر نبعه وروافده التي يستمد منها ماءه فيجري، ولما كان القرآن الكريم هو كلام الله ﷿ الذي تنفد الأقلام ولو كانت كل ما في الأرض من شجر، والمحابر ولو كانت بحارا يمد بعضها بعضا قال تعالى: ولَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ والْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكيمٌ (٢٧) [لقمان: ٢٧].
لهذا كان التفسير بحرا عظيما ولا بد له من مصادر يستمد منها مادته، وقد تكلم العلماء عن مصادره، ويعنون بها العلوم اللازمة للمفسر عند تفسير القرآن الكريم ومن كلامهم نستطيع أن نقول إن مصادر التفسير كالآتي:
[١] اللغة والاشتقاق: ونعني بذلك معرفة الألفاظ القرآنية واستعمالاتها في لغة العرب وهذا ما يسمي بعلم أصول اللغة، فها هو ابن عباس ﵄ برغم فصاحته إلا أنه يقرر أنه توقف في تفسير بعض الآيات حتى عرفها من كلام العرب، يقول: (ما كنت أعرف معنى فاطر حتى سمعت رجلين يختصمان في بئر وكل منهما يقول أنا فطرتها أي أنشأتها) (١)، ويقول - أيضا -: ما كنت اعرف معنى قوله تعالى: مَتاعُ الْغُرُورِ حتى سمعت فتاة تقول لأمها غررت يا أماه فقالت لها أمها: تمتعي تمتعي، فعلمت أن الدنيا لا تساوي عند الله تعالى الخرقة التي تنظف المرأة بها فرجها من دم الحيض).
ومما يتصل بمعرفة الألفاظ ومد لولاتها في الاستعمال: معرفة المترادف والمشترك وغير ذلك فهذا مهم جدا للوصول إلي الفهم الدقيق.
_________
(١) انظر: الإتقان في علوم القرآن ١/ ١١٣ وتأويل مختلف الحديث ص ٢٠.
1 / 20
[٢] النحو والصرف: لأن فهم المعنى يتوقف في كثير من الأحيان على معرفة الإعراب ويقع الذين يجهلون هذين العلمين في أغلاط شنيعة إذا تصدوا للتفسير، كما حدث لبعضهم في تفسير قوله تعالى: يَوْمَ نَدْعُوا كلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فقد فهم أن (إمام) جمع (أمّ) وأن الناس يدعون يوم القيامة بأمهاتهم دون آبائهم، قال الزمخشري: (وهذا غلط أوجبه جهله بالتصريف فإن (أما) لا تجمع على (إمام) (١).
[٣] الأدب وعلوم البلاغة: وهذه العلوم تعين المفسر وتغذي التفسير بأوجه الإعجاز البيانية، والجمال الفني في التعبيرات القرآنية، وذوق هذه الأشياء لا يتأني إلا من الاشتغال بالأدب وعلوم البلاغة (بيانها وبديعها ومعانيها) (٢).
قال صاحب الكشاف ﵀: «من حق مفسر كتاب الله الباهر، وكلامه المعجز، أن يتعاهد بقاء النظم على حسنه والبلاغة على كمالها، وما وقع به التحدي سليما من القادح» (٣).
[٤] علم الآثار: ونعني به المأثور من كلام النبي ﷺ ومن كلام الصحابة والتابعين وأئمة التفسير في القرآن وهذا المأثور أحق ما يستمد منه تفسير القرآن بعد تفسير القرآن بالقرآن.
[٥] علم القراءات: ونعني تنوع القراءات لأنه يفيد معان متجددة في الغالب، فيستمد التفسير من اختلاف القراءات مادة ثرية كلما قلب المفسر في أوجهها المختلفة، مع مراعاة ثبوتها عن رسول الله ﷺ.
[٦] علم أصول الفقه: لأن المفسر لا يخلو من التعرض لتفسير الآيات القرآنية التي ذكر فيها بعض الأحكام الشرعية، فكان لا بدّ من رجوعه إلي أصول
_________
(١) انظر: الزمخشري: الكشاف ٢/ ٤٥٩.
(٢) انظر: المرجع السابق ١/ ١٥.
(٣) انظر: تفسير الطبري ١/ ٥١.
1 / 21
الفقه لإتقان عملية الاستنباط للأحكام الشرعية من الآيات.
[٧] علم العقيدة: فالقرآن الكريم قد أصّل بناء العقيدة السليمة ونقاها مما شابها من أدران الشرك، فالمفسر بدوره يتعرض لشرح الأمور العقدية التي تضمنتها الآيات القرآنية من التدليل على ثبوت الألوهية والربوبية والرسالات، والبعث والجزاء، والجنة والنار، ومناقشة عقائد المشركين الفاسدة.
[٨] علم التاريخ: لأن القرآن الكريم قد تعرض لقصص الأمم السابقة، ووجه الهدف نحو استخلاص العبرة والعظة منها، وقصص القرآن أحسن القصص كما قال تعالى: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْك أَحْسَنَ الْقَصَصِ [يوسف: ٣]، (وذلك لامتيازه بالصدق والواقعية، وللقصة تأثير خطير على القارئ والسامع مهما كان مستواه الثقافي، فالإنسان يجد - أحيانا - نفسه في تلك القصة، ويتذكر مواقف تعرض لها ربما تشبه هذا القصص، فتنغمس روحه في بحور من الراحة والسعادة، وقد يكون في القصة ما يوحي بحل إشكال وقف أمامه زمنا طويلا عاجزا لا يدري ما يصنع.
[٩] العلوم الكونية: ونعني بها العلوم التي تعنى بدراسة الكون من طب للإنسان والحيوان أو للظواهر الطبيعية كالسحاب والرعد والبرق والمطر .. أو لطبقات الأرض والجبال ومكوناتها .. أو غير ذلك، يستعين بها المفسر في شرح الآيات القرآنية التي ورد فيها ذكر شيء من تلك الظواهر الكونية وما أكثرها في القرآن الكريم.
وبالجملة فكل علم محترم شرعا يعتبر من مصادر علم التفسير التي يستمد منها مادته، ولكن يراعي أنه يجب على المفسر وهو يستمد من تلك العلوم أن لا يكثر من تفريع هذه العلوم داخل التفسير، فهي موجودة في مظانها ومصنفاتها، ويحسن به أن يأخذ منها فقط ما يعينه على توضيح المعنى المراد.
1 / 22
المبحث السابع أنواع التفسير
روي ابن جرير الطبري ﵀ عن عبد الله بن عباس ﵄ قال:
«التفسير أربعة أنواع:
الأول: تفسير يعرف من كلام العرب.
الثاني: تفسير لا يعذر أحد بجهالته.
الثالث: تفسير لا يعلمه إلا العلماء.
الرابع: تفسير لا يعلمه إلا الله تعالى».
فأما الذي يعرف من كلام العرب فهو الذي يحتاج إلي رجوع إلي لغة العرب والنظر إلي مدلول الألفاظ التي يراد تفسيرها في استعمال العرب، مثل قوله تعالى: والْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ [البقرة ٢٢٨] (فلفظ القرء هنا من الألفاظ المشتركة بين الحيض والطهر، ولا يحسم الأمر فيه إلا الرجوع إلي الاستعمال الأكثر ولا يعرف هذا إلا من لغة العرب الذين نزل القرآن بلغتهم).
وأما الذي لا يعذر أحد بجهالته فمثاله معظم آيات الأمر والنهي والحلال والحرام وآيات العقيدة .. وأَقِيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكاةَ [البقرة: ٨٣]، ولا تَقْرَبُوا الزِّني [الإسراء: ٢٢]، ولا تَنْكحُوا ما نَكحَ آباؤُكمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ [النساء: ٢٢]، ولا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ [الأنعام: ١٥١]، لا تَأْكلُوا الرِّبَوا [آل عمران: ١٣٠] (.. فهذه الآيات لا يعذر أحد بجهالتها إذ واضح أن الأمر فيها يوجب القيام بمقتضاه، والنهي يوجب الانتهاء.
وكذلك قوله تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ [محمد: ١٩]،
1 / 23
واضح في الدلالة على وحدانية الله ﷿ والأمر باعتقادها.
وأما الذي لا يعلمه إلا العلماء: فهو المتشابه أي الذي يحمل أكثر من معني، مثل قوله تعالى: نِساؤُكمْ حَرْثٌ لَكمْ فَأْتُوا حَرْثَكمْ أَنَّي شِئْتُمْ [البقرة: ٢٢٢].
والذَّارِياتِ ذَرْوًا (١) فَالْحامِلاتِ وِقْرًا (٢) [الذاريات: ١ - ٢].
والْمُرْسَلاتِ عُرْفًا (١) [المرسلات: ١].
فلفظ (أني) هنا معناه متشابه، هل هو «كيف» أم «حيث» أم «متي» ... والذاريات، والحاملات، والمرسلات، والعاصفات، أيضا معانيها متشابهة هل هي الرياح أم الملائكة، ولا يستطيع ترجيح معنى هنا إلا العلماء العارفين بالقرائن، وبالسياق وغير ذلك من أصول الترجيح.
وأما الذي لا يعلمه إلا الله فهو المتشابه من الآيات التي اشتملت على غيبيات استأثر الله بعلم تفاصيلها لنفسه، كموعد قيام الساعة ونزول المطر وتحديد الآجال.
يَسْئَلُونَك عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها (٤٢) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكراها (٤٣) [النازعات: ٤٢ - ٤٤].
وهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكمْ بِاللَّيْلِ ويَعْلَمُ ما جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ ثُمَّ يَبْعَثُكمْ فِيهِ لِيُقْضي أَجَلٌ مُسَمًّي ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكمْ بِما كنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٦٠) [الأنعام: ٦٠].
وهذه الأنواع الأربعة للتفسير تدور كل الآيات القرآنية في فلكها وفائدة ذكرها: أن يعلم المتعرض لتفسير القرآن أنه لا يستطيع تفسير جميع الألفاظ القرآنية فمنها ما استأثر الله بتفسيره، ومنها ما لا يعلمه إلا العلماء، ومنها ما يحتاج إلي رجوع لكلام العرب ... فإن أحسن واحدا من تلك الأنواع خاض فيه، وإلا فالكف والتورع يكون له أهدي سبيلا.
1 / 24