196

Сунна до записи

السنة قبل التدوين

Издатель

دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع

Номер издания

الثالثة

Год публикации

1400 AH

Место издания

بيروت

ودافعوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهجروا أوطانهم وقاسوا ألوان العذاب، ومرارة العيش استجابة للرسول الكريم - عليه الصلاة والسلام -، لا يعقل أن يتصورهم يفترون ويكذبون على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وهو الذين نشؤوا في رعايته، وتخرجوا في جامعته، ونهلوا من معينه، وتأسوا بفعله، فكانوا على جانب عظيم من التقى والورع والخشية، لذلك ننفي إقدام الصحابة الكرام على الكذب على رسول الله.

وإن ما نقله بعض أهل الأهواء من أن بعض الصحابة والتابعين كانوا يضعون في علي - عليه السلام - الأخبار القبيحة التي تقتضي الطعن فيه والبراءة منه، إرضاء لمعاوية الذي «جعل لهم على ذلك جعلا يرغب في مثله فاختلفوا ما أرضاه. منهم: أبو هريرة، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة ومن التابعين عروة بن الزبير» (1). إن ما نقله هؤلاء وغيرهم لا يرقى إلى الصحة، وتاريخ الصحابة ينفي هذه الادعاءات ويدحض مثل هذه المزاعم.

وإن الواقع التاريخي في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبعد وفاته ينفي كل افتراء على الصحابة في هذا الموضوع، والصحابة أسمى بكثير من أن يخوضوا في الكذب والوضع، وهم الذين سمعوا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مواطن كثيرة قوله: «من تعمد علي كذبا، فليتبوأ مقعده من النار» (2)، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إن كذبا علي ليس ككذب على أحد،

Страница 191