Сирадж Мунир
السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير
Издатель
مطبعة بولاق (الأميرية)
Номер издания
الأولى
Место издания
القاهرة
Жанры
ولم يقل يرضوهما لأن رضا الرسول داخل في رضا الله ﷿ أو لأنها أعم، كما في قوله تعالى: ﴿والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله﴾ (التوبة، ٣٤) ردّ الكناية إلى الفضة لأنها أعم وقيل: ردّ الكناية إلى كل منهما وأن كل خصلة منهما كما قال تعالى: ﴿كلتا الجنتين آتت أكلها﴾ (الكهف، ٣٣) أي: كل واحدة منهما، وقيل: معناه: واستعينوا بالصبر وإنه لكبير والصلاة وإنها لكبيرة فحذف أحدهما اختصارًا، وقال الحسين بن الفضل: ردّ الكناية إلى الاستعانة ﴿لكبيرة﴾ أي: ثقيلة شاقة كقوله تعالى: ﴿كبر على المشركين ما تدعوهم إليه﴾ (الشورى، ١٣) ﴿إلا على الخاشعين﴾ أي: الساكنين إلى الطاعة، والخشوع: السكون، قال
تعالى:
﴿وخشعت الأصوات للرحمن﴾ (طه، ١٠٨) والخضوع: اللين والانقياد، ولذا يقال: الخشوع بالجوارح والخضوع بالقلب.
﴿الذين يظنون﴾ أي: يستيقنون وأطلق الظنّ على العلم لتضمنه معنى التوقع ﴿أنهم ملاقو ربهم﴾ بالبعث ﴿وأنهم إليه راجعون﴾ في الآخرة فيجازيهم بأعمالهم، وإنما لم تثقل عليهم ثقلها على غيرهم لأنّ نفوسهم مرتاضة بأمثالها متوقعة في مقابلتها ما يستحقر لأجل مشاقها وتستلذ بسببه متاعبها ومن ثم قال ﵊: «وجعلت قرّة عيني في الصلاة» .
﴿س٢ش٤٧/ش٥٠ يَابَنِى؟ إِسْرَا؟ءِيلَ اذْكُرُوا؟ نِعْمَتِىَ الَّتِى؟ أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّى فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ * وَاتَّقُوا؟ يَوْمًا s تَجْزِى نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَيُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَيُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَهُمْ يُنصَرُونَ * وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْءَالِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُو؟ءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ؟ وَفِى ذَالِكُم بَ؟ءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ * وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَآءَالَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ﴾
﴿يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم﴾ بالشكر عليها بطاعتي، كرره للتوكيد وتذكير التفضل الذي هو أجل النعم خصوصًا، وربطه بالوعيد الشديد تخويفًا لمن غفل عنها وأخلّ بحقوقها وعطف على نعمتي ﴿وأني فضلتكم﴾ أي: آباءكم الذين كانوا في عصر موسى ﷺ وبعده قبل أن يغيروا ﴿على العالمين﴾ أي: عالمي زمانهم بما منحهم الله من العلم والإيمان والعمل وجعلهم أنبياء وملوكًا مقسطين وذلك التفضيل وإن كان في حق الآباء ولكن يحصل به الشرف في الأبناء. واستدل بذلك على أن الأصلح لا يجب على الله لأنّ تفضيلهم لو وجب عليه لم يجز جعله منة عليهم لأنّ من أتى بما وجب عليه لا منة له به على أحد.
﴿واتقوا﴾ خافوا ﴿يومًا﴾ أي: ما فيه من الحساب والعقاب وهو يوم القيامة ﴿لا تجزى﴾ أي: لا تقضى ﴿نفس عن نفس﴾ فيه ﴿شيئًا﴾ أي: حقًا لزمها.
تنبيه: قول البيضاوي وإيراده أي: شيئًا منكرًا مع تنكير النفسين للتعميم والإقناط الكلي تبع فيه صاحب «الكشاف» وهو جار على مذهب المعتزلة من أنهم ينكرون الشفاعة للعصاة وسيأتي الجواب عن مذهبهم ﴿ولا تقبل﴾ بالتاء على التأنيث كما قرأ به ابن كثير وأبو عمرو بالياء على التذكير كما قرأ به الباقون ﴿منها شفاعة﴾ أي: من النفس الثانية لقوله تعالى: ﴿ولا يؤخذ منها عدل﴾ أي: فداء ﴿ولا هم ينصرون﴾ أي: يمنعون من عذاب الله إذ الضمير في الجملتين للنفوس العاصية ويصح رجوعه للنفس الأولى لأنها المحدّث عنها في قوله تعالى: ﴿لا تجزى نفس عن نفس﴾ والثانية مذكورة على سبيل الفضلة لا العمدة وتذكير ضمير ولا هم ينصرون مع أنّ الضمير راجع للنفوس، وكان المناسب هنّ بالتأنيث لأنه بمعنى العباد أو الأناس كما تقول ثلاثة أنفس بالتاء مع تأنيث النفس لتأويل النفوس بالأشخاص أو الرجال والنصرة أخص من المعونة لاختصاصه بدفع الضرر وقد تمسكت المعتزلة بهذه الآية على نفي الشفاعة لأهل الكبائر وأجاب أهل السنة عن ذلك بأجوبة منها: أن الآية مخصوصة بالكفار للآيات والأحاديث الواردة في الشفاعة ويؤيد هذا أنّ الخطاب معهم وعلى هذا يتمشى قول البيضاوي المارّ
1 / 56