Аль-Шафии: его жизнь и эпоха – его мнения и правоведение
الشافعى حياته وعصره – آراؤه وفقهه
Издатель
دار الفكر العربي
Номер издания
الثانية
Год публикации
1398 AH
Ваши недавние поиски появятся здесь
Аль-Шафии: его жизнь и эпоха – его мнения и правоведение
Мухаммад Абу Зухраالشافعى حياته وعصره – آراؤه وفقهه
Издатель
دار الفكر العربي
Номер издания
الثانية
Год публикации
1398 AH
ومقيده، وخاصه وعامه، حتى خرج لفقهاء عصره مجديد في هذا الباب لم يتدارسوه، وإن كانت مواده بين أيديهم معدة مهيأة.
٢٨ - لا يستفيد العالم علمه من مواهبه وشيوخه فقط، بل إن دراسته الخاصة ومعالجته لأبواب العلم، ورحلاته واختباراته لها شأن عظيم في ثقافته، ولها الأثر الأكبر في إنتاجه، وما يختص به من ثمرات عقلية، وقد كان الشافعي مع اتصاله بشيوخه في مكة والمدينة، كثير النجعة، محباً للرحلة، رحل إلى هذيل صغيراً، فتفصح بلغتها، ثم كان معها يرحل برحيلها، وينزل بنزولها مدة تقارب عشر سنين أو تزيد، فأفاد خبرة ببلاد العرب وعاداتهم وطبائعهم، وهم الذين نزل القرآن فيهم، ومن عاداتهم ما يفسر بعض ما في القرآن الكريم.
وبعد ذلك رحل في طلب الحديث والفقه، رحل إلى مالك ولازمه، ثم رحل مع اتصاله بمالك إلى أطراف الجزيرة العربية دارساً متفهماً، وبعد موت مالك رحل إلى اليمن عاملاً في بعض أعمال ولايتها، وكان بنجران، وعلم صلة الحاكم بالمحكوم، وخبر عن كثب علاقات الناس، ثم رحل إلى العراق، ومصر، ولا شك أنه في كل هذه الرحلات علم ما عليه معاملات الناس فيما بينهم، وما تسير عليه عاداتهم، وعرفهم، وأثر كل ذلك في توجيه رأيه في العدل، وفهمه، وأثره في الناس، فوضع لذلك المقاييس، وجد واستنبط، ولقد كان يرى في السفر فوائد جليلة(١) ولذا كان يقول:
(١) ويروى في فوائد السفر شعر جزل جاء فيه:
سافر تجد عوضاً عمن تفارقه وأنصب فإن لذيذ العيش في النصب
إني رأيت وقوف الماء يفسده إن سال طاب وإن لم يجر لم يطب
والأسد لولا فراق الغاب ما افترست والسهم لولا فراق القوس لم تصب
والتبر كالترب ملقى في أماكنه والعود في أرضه نوع من الحطب
46