الصاحب والخليفة أبو بكر الصديق
الصاحب والخليفة أبو بكر الصديق
Жанры
اتفاق خديجة وابن الدغنة في وصف الرسول ﷺ وأبي بكر
وأعجب من هذا التوافق في صفة الصدق نوع آخر من التوافق بين الصديقين الحميمين أشرنا إليه من قبل: لما نزل الوحي على الرسول ﷺ عاد مذعورًا إلى السيدة خديجة ﵁ يرجف فؤاده وهو يقول: (زملوني زملوني) ثم أخبر خديجة ﵁ بالخبر وقال لها: (لقد خشيت على نفسي، فقالت المرأة المؤمنة: كلا والله! لا يخزيك الله أبدًا؛ إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق)، هذه هي المبررات التي من أجلها قالت السيدة خديجة: إن الله لن يخزي الرسول ﷺ أبدًا، وهي جميعًا من صفات المروءة والنخوة والنجدة.
احفظ هذا الموقف وتعال انظر ما قاله زيد بن الدغنة سيد قبيلة القارة وهو يسأل أبا بكر عن سبب خروجه من مكة مهاجرًا إلى الحبشة، قال أبو بكر: أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي، قال ابن الدغنة: فإن مثلك يا أبا بكر! لا يخرج.
فما هي المسوغات أيضًا في هذا الموقف؟ استمع إليه وهو يبرر فيقول: إنك تكسب المعدوم، وتصل الرحم، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، سبحان الله! إنها نفس الصفات التي ذكرتها السيدة خديجة في صفة رسول الله ﷺ.
ولم يكن مشهورًا في العرب أن يوصف رجل بهذه الصفات، ولم يوصف بها إلا رسول الله ﷺ والصديق ﵁ وأرضاه.
هذا الاتفاق الملحوظ يفسر كثيرًا سرعة تلبية الصديق ﵁ وأرضاه لدعوة الإسلام.
ولا نجد شخصًا فيه هذا التوافق مع رسول الله ﷺ كالذي بين الصاحبين الجليلين، مما يؤكد أن الله ﷿ كما اختار محمدًا ﷺ للرسالة فقد اختار أبا بكر للصحبة.
3 / 6