64

القواعد الفقهية عند الإمام ابن حزم من خلال كتابه المحلى

القواعد الفقهية عند الإمام ابن حزم من خلال كتابه المحلى

Издатель

المملكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة أم القرى كلية الشريعة والدراسة الإسلامية الدراسات العليا الشرعية شعبة الفقه

Год публикации

1427 AH

Место издания

مكة المكرمة

المطلب الخامس

المحن والابتلاءات التي تعرّض لها الإمام ابن حزم

كانت حياة الإمام ابن حزم سلسلة متلاحقة من المحن والآلام، ما إن يخرج من بلية إلّا ويستقبل أُخرى، ولعل من أبرز ما حصل له من المحن والابتلاءات ما يلي:

١- الإجلاء :

ففي عام (٣٩٩ هـ)، وبعد أن بدأ التنازع على الخلافة، وكثرت الفتن والحروب في قرطبة، وتدهورت الأوضاع السياسية فيها، أجليت عائلة ابن حزم من دورها المحدَثة بالجانب الشرقي من قرطبة إلى دورها القديمة في الجانب الغربي منها، وكان ذلك في أيام أمير المؤمنين محمد بن هشام الملقب بالمهدي(١).

ولم تطل فترة استقرار ابن حزم وعائلته في منازلهم القديمة في الجانب الغربي من قرطبة؛ ذلك أن أيام محمد المهدي لم تطل أيضاً في الخلافة؛ حيث قُتل في عام (٤٠٠هـ)، وتولّى بعده هشام بن الحكم المؤيد، وفي هذه الفترة اشتدت المحن وزاد الابتلاء وتوالت الأزمات على ابن حزم(٢).

ثمّ أُجلي من منازله في قرطبة سنة (٤٠٤ هـ) فغادرها إلى المريَّة وسكن بها، وذلك حينما انتهب جند البربر منازلهم التي في الجانب الغربي من قرطبة.

(١) هو أبو الوليد محمد بن هشام بن عبدالجبار بن عبدالرحمن الناصر لدين الله، الملقب بالمهدي، من ولاة قرطبة، كانت فترة ولايته عليها مذ قام إلى أن قتل ستة عشر شهراً. مات مقتولاً سنة ٤٠٠ هـ.
ينظر في ترجمته: جذوة المقتبس، ص١٨، الكامل في التاريخ، ابن الأثير ٨ / ٦٧٩، سير أعلام النبلاء ١٢٨/١٧.

(٢) ينظر: طوق الحمامة، ص ١٥٣.

(٣) ينظر: طوق الحمامة، ص ١٥٤، تاريخ ابن خلدون ٤ /١٥١ .

64