46

القواعد الفقهية عند الإمام ابن حزم من خلال كتابه المحلى

القواعد الفقهية عند الإمام ابن حزم من خلال كتابه المحلى

Издатель

المملكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة أم القرى كلية الشريعة والدراسة الإسلامية الدراسات العليا الشرعية شعبة الفقه

Год публикации

1427 AH

Место издания

مكة المكرمة

مذهبه:

إنَّ مذهب الإمام ابن حزم يأتي من حيث التسلسل التاريخي لظهور المذاهب الفقهية، في المرتبة الخامسة، بعد مذهب الحنابلة(١).

وفي البداية - وكما مرَّ بنا عند الحديث عن طلبه للعلم - فقد ابتدأ ابن حزم بدراسة فقه المذهب المالكي، وذلك على يدي الفقيه المالكي أبي عبد الله ابن دَخُّون، الذي كان عليه مدار الفتيا في قرطبة، وعلى أيدي غيره من العلماء، وكان المذهب المالكي هو المذهب السائد إذ ذاك في الأندلس.

غير أن ابن حزم لم يعتنق المذهب المالكي، بل صَدَّ عنه لما رآه من مساوئ كبار علمائه؛ إذ كانوا يتقربون للحكام، ویسیرون على أهوائهم، ويُبررون تصرفاتهم(٢).

فقام وتفقه على مذهب الشافعية، حيث أُعجب بالشافعي لتمسكه بالنصوص واعتباره الفقه نصاً أو حملاً على نصّ، غير أنه لم يطل بقاؤه فيه ودفاعه عنه، حيث تحوّل إلى القول بالظاهر، والإعلان به، والدعوة إليه، والاحتجاج له، وكان يُصرّح بمذهبه الظاهري في معظم مؤلفاته، ويفتخر بأخذه بالظاهر، وله في ذلك أشعار، منها:

أَلَمْ تَرَ أنّي ظاهِريٌ وأنّني على ما بَدا حتّى يَقُومَ دليلٌ

فبرع فيه حتى صار واحداً من أشهر وألمع الأئمة .

(١) ذلك أن الإمام أبا حنيفة توفي عام ١٥٠ هـ، والإمام مالك بن أنس توفي عام ١٧٧ هـ، والإمام الشافعي توفي سنة ٢٠٤ هـ، والإمام أحمد بن حنبل توفي عام ٢٤١ هـ، والإمام ابن حزم توفي عام ٤٥٦ هـ، رحم الله الجميع.

(٢) ينظر: التلخيص لوجوه التخليص، ابن حزم، ص١٤٩.

(٣) ورد هذا البيت في: مطمح الأنفس، ص٢٨١، الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ١ / ١٧٥، معجم الأدباء ٤/ ١٦٥٣، نفح الطيب ٢٩٨/٢.

(٤) ينظر القول في مذهب ابن حزم وتنقله بين المذاهب: الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ١/ ١٦٧، المعجب، ص٩٤، معجم الأدباء ٤/ ١٦٥٥، الإحاطة في أخبار غرناطة ٤ /١١٢، طبقات الحفاظ، ص ٤٣٥، شذرات الذهب ٢٤٠/٥.

46