المفيد في مهمات التوحيد
المفيد في مهمات التوحيد
Издатель
دار الاعلام
Номер издания
الأولى ١٤٢٢هـ
Год публикации
١٤٢٣هـ
Жанры
الوقفة الثانية: مع الركن الثاني: الرجاء:
١- ارتباط الرجاء بالمحبة: على حسب المحبة وقوتها يكون الرجاء؛ فكل محب راج بالضرورة؛ لأن محبته لله ﷿ تحمله على أن يرجو ما عنده سبحانه وتعالى١.
٢- المراد بالرجاء: أن يرجو العبد ما عند مولاه ﷿ من الأجر، والثواب، والرحمة، والمغفرة؛ فالعابد والمطيع يرجو الأجر والثواب والقبول، والتائب يرجو الرحمة ومغفرة الذنوب.
وهذا الرجاء ينبغي أن يكون بلا بأس من روح الله، ولا قنوط من رحمته ﷿؛ لأن الله تعالى ذم الأمرين، فقال: ﴿إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ [يوسف: ٨٧]، وقال: ﴿وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّون﴾ [الحجر: ٥٦] .
٣- المطلوب فيه: المطلوب في الرجاء كماله وغايته؛ فيرتقي العبد في الرجاء صعدا؛ من رجاء يبعث على الاجتهاد في أداء العبادة طمعا فيما يؤمله من ثواب، إلى رجاء يقدم فيه لزوم الأحكام الدينية على ما تستلذه النفس وتميل إليه، إلى رجاء لقاء الخالق سبحانه وتعالى٢، كما قال ﷿: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف: ١١٠]، ﴿مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [العنكبوت: ٥] .
٤- من أسباب حصول الرجاء: يحصل الرجاء بأمور، منها٣.
أ- شهود كرم الله تعالى وإنعامه، وإحسانه إلى عبادة.
ب- صدق الرغبة فيما عند الله ﷿ من الثواب والنعيم.
ج- التسلح بصالح العمل، والمسابقة في الخيرات.
٥- من الأدلة على الرجاء:
تقدم آنفا دليلان، هما: قوله ﷿: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف: ١١٠]، ﴿مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [العنكبوت: ٥] .
_________
١ انظر مدارج السالكين لابن القيم ٢/ ٤٤.
٢ انظر المصدر نفسه ٢/ ٥٤-٥٦.
٣ انظر المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية للدكتور إبراهيم البريكان ص١٤٠.
1 / 99