المفيد في مهمات التوحيد
المفيد في مهمات التوحيد
Издатель
دار الاعلام
Номер издания
الأولى ١٤٢٢هـ
Год публикации
١٤٢٣هـ
Жанры
الوقفة الخامسة: مع الناقض الخامس من أبغض شيئا مما جاء به الرسول ﷺ.
المراد بهذا الناقض:
بغض وكراهية الحق من صفات الكفار، كما قال تعالى: ﴿بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُون﴾ [المؤمنون: من الآية٧٠]، وهو أيضا من صفات المنافقين الذين قال الله ﷿ عنهم: ﴿وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُون﴾ [التوبة: من الآية ٥٤] .
فمن أبغض وكره ما شرعه الله ﷿، أو أبغض وكره التكاليف الشرعية -من صلاة وصيام وزكاة وحج وغيرها- وتمنى أن الله لم يكلف بها؛ فهذا لا شك في كفره؛ لأن في صنيعه تركا للقبول والانقياد والتسليم التي تقدم الحديث عن أنها من شروط لا إله إلا الله١.
ولذلك كفر العلماء من اتصف بهذه الصفة، وقالوا: "تكفير هذا معلوم بالاضطرار من دين الإسلام، والقرآن مملوء من تكفير مثل هذا النوع"٢.
من أدلة على هذا الناقض:
١- قول الله ﷿: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾ [محمد: ٩]؛ فهؤلاء، كرهوا ما أنزل الله من القرآن -وهو ما جاء به النبي ﷺ فلم يقبلوه، بل أبغضوه، ورفضوه فأحبط الله اعمالهم، والأعمال لا تحبط إلا بالكفر الذي يناقض الإيمان.
٢- قول الله ﷿: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: من الآية٦٣] . ولا ريب أن من أبغض ما جاء به رسول الله ﷺ مخالف لأمره ﵊.
٣- قول عبد الله بن عمر ﵄: "من ترك السنة كفر"٣، وقوله ﷺ محمول على الترك مع البغض والجحود، أو على ترك منهج النبي ﷺ وطريقته التي أوجب على أمته سلوكها٤.
_________
١ انظر تيسير ذي الجلال والإكرام بشرح نواقض الإسلام للقحطاني ص٦٩.
٢ الصارم المسلول على شاتم الرسول لابن تيمية ص٥٢٢.
٣ ذكره ابن بطة العكبري في الشرح والإبانة ص١٢٣.
٤ انظر شرح نواقض التوحيد لحسن بن علي عواجي ص٦٨-٦٩.
1 / 82